إلى التميز والتألق من خلال إثراء وتنوع مضمون كتاباتها الأدبية. «المغرب» التقت الكاتبة وداد رضا الحبيب، فكان هذا الحوار التي سلطت فيه الضوء على تجربتها في مجال الإبداع الأدبي.
• كيف تعرّفين بنفسك إلى القراء؟
أنا أديبة وشاعرة تونسيّة متحصلة على الأستاذية في اللغة والآداب الفرنسيّة وأتمّم حاليا مرحلة البحث في الماجستير فلسفة الحداثة والتنوير. أشتغل في التدريس فأنا أستاذة تعليم ابتدائي .أصيلة مدينة بني خلاد من ولاية نابل . أم لطفلين و عاشقة للحرف .يتقاسمني عالمان النّثر والشعر. صدر لي في القصّة «ثرثرة أنثى» و«سيزيف الأخير» كما صدر لي في الشّعر «أنا العاشقة» و«خيال المرايا» و«كأسطورة في كتاب الفناء» وأخيرا «شهيّ كالوداد». وقع تكريمي في عديد المحافل الوطنيّة والدوليّة ونُشرت كلماتي في دول أوروبيّة وعربية وغيرها.
• كيف جاءت وداد الحبيب إلى عالم الأدب؟
لطالما كنت شغوفة بالكتابة . والبداية كانت مع الشعر الصوفي لكن أوّل اصداراتي كانت مع « ثرثرة أنثى» وهي مجموعة قصصيّة. قرار النشر كان بتشجيع ودعم من القاص و الناقد الأستاذ عمر السعيدي . أخذ بيدي وشجعني فكانت الانطلاقة. وجدت في الكتابة عالمي الجميل الذي أحب والذي به استطعت أن أعطي لحياتي معنى.
• في رصيدك الى حدّ الآن 4 مجموعات شعريّة .فما هي القضايا التي عالجتها في نصّك الشعري؟
نصوصي الشّعريّة تطرح قضايا عديدة من رحم الواقع ولي هتمام خاص بقضايا المرأة بكل تمفصلاتها . وضعها وقضاياها الحارقة الاجتماعيّة والسياسيّة والعاطفيّة وغيرها. أجدني أيضا أطرح قضايا وجوديّة فلسفيّة من قبيل علاقة الانسان بالزمن و المكان و العدم و الدين و مفهوم الألم و الأمل و الحب وغيرها. نصوصي مختلفة و في كلّ مجموعة شعريّة أحاول فتح نوافذ جديدة بأسلوب مختلف. ويبقى شاغلي الأكبر هي اللغة في حدّ ذاتها أي أنّني أشتغل على اللغة كمشروع فلسفي ثقافي من خلال اللغة.
• على مستوى الشكل هناك الشعر العمودي والحرّ وصولا إلى قصيدة النثر والقصيدة الومضة فأين تصنّف وداد الحبيب نصّها الشعري؟
في الواقع لا أحبّ التصنيف وفي نفس المجموعة قد تجب كلّ هذا وأكثر. و الأدب الحديث تخلّص من قيود التصنيف وحلّق دون قيود في عالم الابداع. التصنيف يجمّد المبدع والنص بينما التنوّع يثري تجربة الكاتب ويجعله قادرا على التجديد والذهاب بعيدا في تجربته الابداعيّة.
• أنتِ شاعرة وكاتبة للقصّة القصيرة ولك منها مجموعتان فما الأقرب إليك الشعر أم القصّة؟
أعتقد أنّ النثر والشّعر توأمان لكنّهما من رحمَيـْن مختلفيـْن. لكلّ جنس أدبي عالمه الخاص و مميّزاته. يذهب بك بعيدا في مشاكسة اللغة وطرق أبواب الابداع. القصة تمنح الكاتب مساحات أرحب في طرح القضايا و تركيب الشخوص ووضع القارئ أمام عالم مدهش. كلّنا نحب القصص و الحياة في النهاية قصّة مركّبة من مجموعة قصص. كلّنا نعيش سرديّة معيّنة وفي كلّ يوم لنا قصص مختلفة. لذلك القصّة هي قصّة الجدّة و قصة الطفل قبل النوم والكاتب يواصل هذا الدور بسرد قصص تعيد تشكيل الوعي و تستهم في بناء الواقع. من ناحية أخرى الشعر هو الأب الروحي لكلّ الكتابات و هو الدهشة و الجمال وقوّة الاحساس و الخيال الجميل. أنا ككاتبة لا أستطيع التمييز بين النثر والشعر ويبقى لكلّ نصّ رونقه وسحره الخاص.
• يقال أن هذا العصر هو عصر الرّواية فهل جربت كتابة نص روائي؟
صحيح نلاحظ اقبال القارئ على الرواية ثم المجموعات القصصية. لي مشروع رواية أخذ مني إلى حدّ الآن ثلاث سنوات تقريبا و ستصدر في 2021 عن «دار الكتاب» للنشر والتوزيع و عنوانها «رسائل تانيت المحرّمة»
• ماذا عن مشاريعك في مجال الشعر و القصّة مستقبلا؟
سأعود للكتابة النثريّة بالرواية «رسائل تانيت المحرّمة» . أمّا الشعر فلي ترجمة الى اللغة الانجليزيّة لمجموعتي «شهيّ كالوداد» وستصدر قريبا عن دار الكتاب أيضا. المجموعة قامت بترجمتها الشاعرة و المترجمة التونسيّة المقيمة باليونان نمى الورد. ولي أيضا مجموعة شعريّة في الشعر العمودي بعنوان « الريح تفتح أبوابها» قد ترى النور آخر 2021.
الشاعرة والكاتبة وداد رضا الحبيب لـ«المغرب»: الشعـر هو الأب الروحي لكـلّ الكتـابـات
- بقلم الحبيب بن فضيلة
- 10:53 30/03/2021
- 928 عدد المشاهدات
هي شاعرة ولكنها تكتب أيضا القصة القصيرة والرواية ولها عدة إصدارات لفتت إليها الانتباه لجودة نصها وسعيها المتواصل