بدعم من وزارة الشؤون الثقافية، حيث حرصت إدارته بإشراف الأستاذ عبد الواحد مبروك على رسم خطة عمل متكاملة تجمع بين الانتاجات المسرحية، والتربصات والورشات وتقديم العروض المسرحية للكهول و الأطفال بالفضاءات المفتوحة بالمدينة الأثرية أولاد الهادف، وببعض الفضاءات الأخرى، على غرار السوق المركزية ومتحف دار شريط، في إطار تقريب المسرح من الجماهير، لاسيما وأن الفضاء الحالي لمركز الفنون الدرامية والركحية هو فضاء خاص على وجه الكراء لا تتوفر به قاعة عروض.
وفي قراءة لمختلف الأنشطة التي قدمها مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر خلال السنة الأولى من إنبعاثه) 21 ديسمبر 2019 إلى 31 ديسمبر 2020)، ورغم الظروف الصعبة وتداعيات جائحة كورونا، يمكن القول بأن الإرادة الصادقة لإدارة المؤسسة وحرصها على إمضاء إتفاقيات شراكة مع بعض الجمعيات والمؤسسات المختلفة، ساهمت في إعداد وتنفيذ جملة من البرامج الهامة، إنطلقت على إثر لقاء مع الجمعيات المسرحية والثقافية ونخبة من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي، تحت عنوان: «المركز...الإنتظارات»، هذه الانتظارات التي لم تدم طويلا حيث كانت اللقاءات الأولى مع المسرحيين و المبدعيين من ولاية توزر، في إطار تطوير القدرة على المشاركة الفاعلة و التواصل البناء، و أيضا الإشراف على جملة من فعاليات المهرجان الوطني للمسرح التونسي في دورته الأولى، وبعث ثلاث مختبرات مسرحية موجهة للأطفال والشباب ولذوي الإحتياجات الخصوصية.
وفي إطار المسار التكويني، حرص المركز على برمجة جملة من التربصات الموجهة، حالت الظروف التي تمر بها بلادنا بسبب جائحة كورونا في تأجيل البعض منها، حيث لم يتم إنجاز سوى تربص حول : الجسد في علاقته بمنهجية Ateliers arts_a_part تحت إشراف Chris Laylahouben، وبالتعاون مع المغربيIssam el baiti ، وأيضا تربص في «فن الميم»، تأطير الفنان: خالد بوزيد، والذي كان منطلقا لبعثر مختبر الأداء الإيمائي و الذي سيتوج بإنجاز عمل مسرحي نهاية السنة.
وكما أشرنا سابقا و في إطار العروض المسرحية المدعومة، احتضن فضاء السوق المركزية عرض مسرحية «سوق سوداء»، وبفضاء المركب الثقافي والسياحي الشاق واق مسرحية «زوم» لمركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة، وأيضا مسرحية « سكون »، و بساحة المدينة العتيقة أولاد الهادف مسرحية « توزر كوميديا 2 »، رغم أن العروض المسرحية المبرمجة كانت 12 عرضا بمعدل عرض كل شهر شأنها شأن العروض السينمائيىة التي لم يقدم منها سوى عرض فيلم «مشكي وعاود» .
وفي سياق الأنشطة التي تم إعدادها، خلال توقف الأنشطة الثقافية، نظم المركز وبالشراكة مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، تظاهرة المسرح ببلاد الجريد «ذاكرة الإبداع» وأيضا معرض «عيون»، بالتعاون مع جمعية فنون الجريد، وإيمانا من إدارة مركز الفنون الدرامية والركحية بالجانب الفكري، تم تنظيم حفل تقديم كتاب «جولة في تاريخ فن المسرح» للمخرج علي عبد الوهاب خليل إبن الجهة، و إصدار مجلة علمية تهتم بالمدونة المسرحية التونسية بعنوان «بصمات» في عددها الأول، في حين تتواصل الإستعدادات لإصدار العدد الثاني منها. ومن الإنتاجات الفنية للمركز « كرنفال وشم »، بالتعاون مع المهرجان الدولي للواحات. و تواصل تمارين مسرحية « 18 أكتوبر»، والتي سنعود للحديث عنها لاحقا، وأيضا مسرحية «الديوان».
كما يسعى المركز إلى إنشاء موقع وب و قناة يوتيوب والعمل على إقتناء معدات سمعية بصرية متطورة لبث الأنشطة و العروض المسرحية في صورة تواصل تداعيات جائحة كورونا خلال السنة الجارية.
هذه الأنشطة وغيرها من البرامج الأخرى ،لا تخفي و كما أشار إلى ذلك مدير المركز الأستاذ عبد الواحد المبروك عديد التقابض والمعوقات، من بينها تأخير إنجاز مركز الفنون الدرامية والركحية و الفقر المدقع الذي يشهده القطاع الثقافي بالجهة من حيث البنية التحتية، فتوزر مركز الولاية لا تزال تفتقر إلى مركب ثقافي، و فضاءات العروض الأخرى حيث يظطر حاليا فريق مسرحية « 18 أكتوبر» إلى التحول إلى حامة الجريد لإجراء التمارين بدار الثقافة المنجزة حديثا والتي تشكو بدورها عديد النقائص، بالإضافة لضعف الميزانية ونقص التجهيزات و غيرها...