ترسم وترقص وتحمل جمهورها الى عوالم اكثر بهاء، الرسامة حياة سلام تنثر السعادة من خلال الرسم وقد واجهت السرطان بالرسم وغلبته في الكثير من الجولات.
امرأة محبة للحياة «أنتقل لنسختي التي أريد بكل يسر و أراقب سريان الأحداث و تجليها بكل اطمئنان كأنني أراقب سريان ماء في جدول» ولأجل سعادتها وإسعاد متابعيها ترسم وتبدع وتكتب بالألوان اجمل قصص التحدي.
حياة تنثر الحياة وتتحدى المرض بالرسم
ايّ قوة هذه، ايّ جرأة تلك؟ من اين تستمد هذه المرأة كل هذا الحب لتقاوم وتبدع، حياة سلام تونسية قوية اختارت مواجهة المرض وتغلبت عليه، غلبها احيانا لكن الحرب جولات وفي الاخير انتصرت المشاكسة بالرسم والموسيقى، تتأرجح بين القوة والفن وتواجه «السرطان» ذاك المرض الباحث دوما عن انهاك الاجساد قاومته حياة سلام بالرسم فحولت الخوف والاكتئاب الى لوحات فنية مميزة تسكنها الالوان وإرادة الحياة « اكتشفت الموهبة صدفة، رسمت بعد حالة اكتئاب شديدة بسبب مواجهتي لمرض السرطان، مواجهة طويلة حاولت ان انتصر عليه بالألوان والرسم والموسيقى ومن هناك انطلقت علاقتي بعالم الالوان وها قد انتصرت ارادتي وأصبح الفن عالمي» كما تقول الرسامة الباحثة دوما عن طرق مختلفة لنشر الطاقة الايجابية ومساعدة المرضى ودعمهم ليقاوموا «السرطان» وينتصرون عليه.
«اغمض عينيك قليلا، انصت جيدا الى نوتات الكمان تكتب تعويذة العشق الأزلية استمع اليها بكل حدسك وحلّق عاليا، حلّق اكثر ستجدك خارج المجرة في عوالم ترسمها بنفسك، عالم ملؤه الالوان والنجوم والبهجة» هكذا تدعوك حياة سلام بريشتها لترحل الى عوالم اخرى وتكتشف الجمال المخفي داخلك وتخرجه الى العلن دون خجل او خوف فداخل كل منا طفل صغير يعشق الالوان يريد ان يلاعبها وله عالم خاص يريد تشكيله وهدمه وإعادة بنائه من جديد ككل الأطفال وتأمل لوحات حياة سلام هو جزء من لعبة الجمال التي تخوضها اثناء بحثك عن التفاصيل الجديدة لبناء عالم يشبهك.
اسمها حياة، ومن اسمها اخذت الكثير من الحياة لتزرعه في اعمالها الفنية وتنثر الحياة والبهجة على القماش الابيض لتحوله الى لوحة تشكيلية ميزتها الالوان الزاهية العابقة بكل تفاصيل الحبّ فالرامة تبعث «التفاؤل والأمل والبهجة وهذه رسالتي منذ بدأت في الرسم، اريد ان تكون لوحاتي عنوان للحياة وتقدم الطاقة الايجابية لكل من يتأملها» كما تقول الرسامة عن اعمالها.
الرسم والموسيقى: تفاعل وتماه لاجل عدوى الفن
حياة سلام ترسم بطريقة live show paintingاي ان كل لوحة هي عملية ابداعية متكاملة تقوم على «الشو» بين الموسيقى والرسم والرقص، بتلقائية الاطفال تنتقل بين اللوحات البيضاء لتنثر عليها الألوان رسوماتها تتماهى مع نوتات الكمان التي يبدع فيها رفيق الرحلة الفنية كمال الشريف، النوتات الرقيقة الحالمة يقابلها اللون الزهري و اللون الازرق الوان الحب و الهدوء، ان ارتفعت النوتات وتراقصت ورقصت الفنانة يتغير اللون ليكون الاخضر والأصفر الوان الحركة والاندفاع ومتى ازدادت الموسيقى قوة وصدحت الكمان بموسيقى قوية تستعمل اللون الاحمر والاسود فاللون رديف الموسيقى والموسيقى تحاكي الاحساس وما يسكن الرسامة تعبر عنه بالرقص ثم بالالوان تضعها بيديها على المحمل وتحركها بطريقة مختلفة فتكون العملية الابداعية التفاعلية «الفن هو الشعرة الوحيدة التي تربطني بهذا العالم» حسب تعبيرها.
جريئة ومختلفة، رسامة تحبّ ما تفعل وتقدم على الحياة بطريقتها المختلفة «اذا كنت لا تملك روح المغامرة ولا تتصوّر النجاح فلن تنجح، النجاح يصنع داخلك اولا ولن يراه غيرك في اغلب الاحيان، استمع لصوت روحك والبعها فهي تعرف طريق النجاح فقط اتبعها» بهذه الكلمات تتوجه الرسامة الى جمهورها واترابها ومن يشاركها وجع «الخوف من المرض» لتدعوه الى المقاومة فالقدرة الذاتية على الشفاء تعجز عن دحرها كل الاوجاع وان اجتمعت، حياة سلام ترسم وهي ترقص وتتفاعل مع ايقاعات الة الكمان، تصنع عالمها الخاص وطريقتها الخاصة في التعبير.
قوية وهادئة ترقص على نوتات الوجع، تحول الالم الداخلي الى عملية ابداعية تعرف جيدا مداخلها وتفاصيلها، تصنع من الوجع الوانا تضعها على المحمل الابيض فتزرع فيه الحياة لتزهر اللوحة وتصبح كما الحديقة الغناء، باعمالها تحملك الى عوالم اخرى دون خوف او مرض، تتشارك السعادة مع جمهورها اثناء الرسم، تأخذ منهم الكثير من طاقة الحب لتصنع بها رسوماتها، من ايقاعات الكمنجة تستلهم الكثير لترسم وتبدع، رسامة تؤمن ان داخل كل منا عالم ملؤه البهجة فتحاول اخراج تلك البهجة الى الخارج، رسامة تعرف معنى الوجع والاكتئاب فتصنع لها ولجمهورها ومتابعيها عالما اخر اقل وجعا «نحب نعدي الجمهور بحب الحياة، نحب نعديه بالفن والالوان» وعدوى الفنون التي انطلقت اول مرة من رواق «الهادي التركي» بسيدي بوسعيد اصبحت جرعة يومية توزعها الرسامة على كل محبي الالوان.
الفنانة تعرض اعمالها للبيع بتخفيض 50 ٪
تعرض الفنانة حياة سلام لوحاتها للبيع بتخفيض كبير وتقول الفنانة « لأنني أؤمن أن الإنسانية أفعال قبل أن تكون كلمات جوفاء منمقة ، قررت بصفة استثنائية و لمدة أسبوع ابتداء ممن يوم 1جانفي ، أن أعرض كل مجموعتي المتكونة من مائتي لوحة ، للبيع بتخفيض 50 ٪ وعائدات المبيعات سوف توجه لمن لم يتمكن من توفير لقمة لعائلته» وتضيف «رسالتي أوجهها للمرهفة قلوبهم، للمؤمنين بأن الحياة هي البهجة التي تدخلها على قلوب أطفال صغار حرموا من كل شيء هذه السنة بسبب الظرف العالمي، نحن وجدنا في هذا العالم لنتكاتف ونضحك ونسعد معا اذ تتضاعف السعادة فقط حين نتقاسمها».
الرسامة حياة سلام: إمرأة ثائرة ذخيرتها الألوان وسلاحها الفن لمقاومة الوجع
- بقلم مفيدة خليل
- 09:58 05/01/2021
- 894 عدد المشاهدات
ترسم بشغف الأطفال تنتقل بين النوتة واللون كطفلة صغيرة تلاعب اقلامها وألوانها، بطريقة تفاعلية مميزة