الحياة إزاء ثقافة الموت، ثقافة تسعى إلى «تحصين العقل» ضد «عقل العقل».
وطرحت القضايا المتعلّقة بأخطر آليات التسويق لثقافة الموت وكيفيّات اشتغال هذه الآلة من جهة عقديّة تستغلّ المشترك الديني و توظّف أرقى التقنيات الحديثة متوسّلة بالتّصحّر الثقافي لدى المتلقين بما أنتج التمدرس الجامعيّ خاصّة من تركيز على العلوم الصحيحة التي تعترف بنظريّة النسبيّة ولا تعرف نسبيّة النظريّة التي تناضل من أجلها العلوم الانسانيّة ومنها أساسا العلوم الثقافيّة والتعبيرات الثقافيّة.
لا للإرهاب الافتراضي
الثقافة الافتراضية وتحصين العقل من خطر الارهاب محور ندوة علمية تحدث فيها الاساتذة المحاضرون على خطورة الحاسوب و العولمة على العقل البشري وامكانية دمغجة المتقبل للمادة الافتراضية و جعله ارهابيا و من خلال المحاضرات اشاروا الى تدبّر أنجع السبل للتصدي لظاهرة الإرهاب المحوسب والمعولم بتقديم تحليل للخطاب الافتراضي الذي يستهدف المبحرين من أجل جلبهم إلى مستنقع الإرهاب وكيف يمكن أن تسهم الصناعات الثقافية على اختلافها في الحدّ من قدرة هذا الاستقطاب الإرهابي، وما هي الأدوار الممكنة للفضاءات الثقافيّة لتنهض بأصل مهمّتها المقدّسة: بناء الشخصية المتوازنة.
واشار الاستاذ سعد برغل ان من اهداف الندوة فتح المجال أمام المؤسسات الثقافيّة لتكون مركزا من مراكز التفكير الذكيّ في القضايا الحياتيّة للمجموعة الوطنيّة، يمكن أن تسهم مع بقيّة المؤسسات الوطنيّة في تبيّن ملامح مسلك ثقافي يجعل من صقل العقل والموهبة طريقا إلى الإبداع بعيدا عن العلاقات الافتراضيّة المهلكة للفرد والجماعة.» فللثقافة دور توعوي و الثقافة هي خطاب الحياة ضد كل مؤشرات الموت والخراب.
البداية كانت مع الريشة واللون وحديث الخطوط والاهواء مع معرض للفنان التشكيلي عبد الباسط التواتي بعدها كانت الكلمة للعلم و جلسة علمية أولى ترأسها الاستاذ محمد الناصر العجيمي وحاضر فيها كلّ من يوسف الصديق ومنصف وناس وجوهر الجموسي، وهي مداخلات تطرّقت إلى أهميّة قراءة الموروث العربي الإسلامي المتعلّق بقراءة النصوص ومنها النّص القرآني باعتباره بحسب يوسف الصديق منطلقا لكلّ امكانية لإعادة التفكير في الثقافة ومنها الثقافة الافتراضيّة و تطرّق الاستاذ منصف وناس إلى خطورة الاستقطاب عبر النات والسيولة والدعم المالي غير المضبوط وغير المعلوم للحركات السلفيّة وقدّم أرقاما خطيرة حول التمويل والجيش الالكتروني للحركات السلفية وآليات الاستقطاب التي تفسّر سرعة انتشار الفكر الجهادي دون أن يغفل عن التطرق إلى القضايا الاجتماعية المؤدية إلى اعتبار الانغماس في الحركات الجهادية ضريا من ضروب تحقيق الذات باعتبارها ملاذا للمعتزّ نفسيا والمحبط والعاطل عن العمل، وهي عوامل انطلق منها الأستاذ جوهر الجموسي ليؤكد أهميّة مقاربة الشبكة لتفكيك آليات الاستقطاب وكيفيات توزيع الأدوار بين الجماعات التي تستهدف أساسا الشباب لعدّة أسباب، وتطرّق إلى الإرهاب باعتباره ظاهرة معولمة متشابكة تستوجب تضافر .....