حوالي 1856. كان من نوابغ طلبة جامع الزيتونة. وقد ألّف كتابين وهو لا يزال طالبا. تولّى خطة الافتاء في نفطة من 1880 إلى سنة 1888. وفي السنة الأخيرة، استقال من هذه الخطة وعاد إلى تونس ليدرّس بجامع الزّيتونة مجانا. لكن هناك وثيقة من الأرشيف الوطني التّونسي تفيد بأنّه فُصل من خطة الافتاء بسبب خصومة بينه وبين حاكم الجريد ومن سنة 1894 إلى سنة 1896، كان الشيخ المكّي يجوب زوايا الطريقة الرحمانية بالجريد وشرق الجزائر وقد كان أخوه الأكبر شيخها الأوّل في البلاد التّونسيّة.
وعلى الرغم من أنّه تردّد على مدينة تونس، عدّة مرّات، وأقام بها لبضعة أشهر في تسعينات القرن التاسع عشر (وعيون السلط تراقب تنقّلاته)، فليس هناك ما يدلّ على أنّه تزعّم حركة من أيّ نوع كان بين علماء الدين التّونسيين. وتشير الأدّلة المتوفّرة إلى أنّه كان على الأرجح، معاديا للاحتلال الفرنسي، ولكنّه كان معارضا للسلفيّة، وهذا يعني أنّه كان مؤيّدا للطرقيّة ومناهضا للتّحديث. ألم يفنّد في أحد كتبه «السّيف الربّاني» هجومات أبي الهدى الصيّادي مستشار السلطان العثماني؟ وفي سنة 1898، هاجر الشيخ محمّد المكي، إلى استانبول ليبدأ حياته من جديد فكان من العلماء الذين هاجروا من تونس إلى دار الخلافة حيث نددوا بالاستعمار الفرنسي.
وابتداء من سنة 1906 وحتّى قبل ذلك، أصبحت الامبراطوريّة العثمانيّة ملجأ الوطنيّين التّونسيّين، أنصار «الجامعة الاسلاميّة» أمثال الشّيوخ: محمد المكي بن عزوز، و صالح الشريف، و إسماعيل الصفائحي، و عبد العزيز جاويش وغير هؤلاء، وسيتمكن الشّيخ محمّد المكّي، وزملاؤه، خاصة في أثناء الحرب العالميّة الأولى، من شنّ حملة دعائيّة قويّة للدّفاع عن الامبراطوريّة العثمانيّة وحلفائها وخاصّة للتّنديد بالاستعمار الفرنسيّ والايطاليّ في شمال أفريقيا. أسهمت هذه الحملة إلى حدّ ما في بلورة حركات التحرّر الوطنيّة الخامدة في ربوع الغرب الاسلامي.وفي 7 جانفي 1908, أشار سفير فرنسا في استنبول، (J.A.E.Constans) إلى أنّ محمدّ المكّي بن عزّوز «يسكن، منذ 9 سنوات في «بشيكتاش» (Bechiktache) في استنبول «وقد يكون السلطان العثماني أسند إليه منحة في المدّة الأخيرة ومنصبا في مكّة...