الله من أصلابهم: خالد بن الوليد، عمرو بن العاص، أبا حذيفة بن عتبة، عكرمة بن أبي جهل، فأسلموا بعد ذلك.
عن البراء بن عازبٍ، قال: لما كان حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحفِرَ الخندق، عرَض لنا في بعض الجبل صخرةٌ عظيمةٌ شديدةٌ، لا تدخل فيها المعاول، فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها أخذ المعول وألقى ثوبه، وقال: ((باسم الله))، ثم ضرب ضربةً فكسر ثلثها، وقال: «الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحُمْر الساعة»، ثم ضرب الثانية فقطع ثلثًا آخر، فقال: «الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض»، ثم ضرب الثالثة فقال: ((باسم الله))، فقطع بقية الحجر، وقال: «الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء».
وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميلِ الظنِّ ما اللهُ صانعُ
وهذا دعاء مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لصرف الأحزان والهموم، ودفع اليأس والقنوط؛ عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: دخل رسول صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ المسجد، فإذا هو برجلٍ مِن الأنصار، يقال له: أبو أمامة، فقال: «يا أمامة، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة؟»، قال: همومٌ لزمتني وديونٌ يا رسول الله، قال: «أفلا أعلِّمك كلامًا إذا أنت قلتَه أذهَب الله عز وجل همَّك، وقضى عنك دَيْنَك؟» قال: قلت: بلى يا رسول، قال: «قل إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ: اللهم إني أعوذ بك مِن الهمِّ والحزَن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدَّيْن، وقهر الرجال»، قال: ففعلتُ ذلك، فأذهَب الله عز وجل همي، وقضى عني دَيني.
ألا بُعدًا لليأس والتشاؤم، ومرحبًا بالأمل والتفاؤل؛ فشتانَ بين المتفائِل والمتشائِم؛ فالمتفائل يقول: إن كأسي مملوءة إلى نصفها، والمتشائم يقول: إن نصف كأسي فارغة.
فكم لله مِن لطفٍ خفي يَدِقُّ خَفاه عن فهمِ الذَّكِيِّ
وكم أمرٍ تُساءُ به صباحًا فتأتيك المسرَّةُ في العشِيِّ
وكم يُسْرٍ أتى مِن بعدِ عُسْرٍ ففرَّج كُرْبةَ القلبِ الشَّجِيِّ
إذا ضاقَتْ بك الأحوالُ يومًا فثِقْ بالواحدِ الأحدِ العَلِيِّ