«من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمةٍ فمنك وحدك، لا شريك لك، فلك الحمد، ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته».
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «خرج من عندي خليلي جبريل آنفًا فقال: يا محمد، والذي بعثك بالحق إن لله عبدًا من عبيده عبَدَ الله تعالى خمسمائة سنةٍ...فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي، فيقول: رب، بل بعملي، فيقول الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي، فيقول: يا رب، بل بعملي، فيقول الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي، فيقول: رب، بل بعملي، فيقول الله عز وجل للملائكة: قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله، فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنةٍ، وبقيت نعمة الجسد فضلًا عليه، فيقول: أدخلوا عبدي النار، قال: فيجر إلى النار، فينادي: رب، برحمتك أدخلني الجنة، فيقول: ردوه، فيوقف بين يديه، فيقول: يا عبدي، من خلقك ولم تك شيئًا؟ فيقول: أنت يا رب، فيقول: كان ذلك من قِبَلِك أو برحمتي؟ فيقول: بل برحمتك،فيقول: مَن قوَّاك لعبادة خمسمائة عامٍ؟ فيقول: أنت يا رب، فيقول: من أنزلك في جبلٍ وسط اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح، وأخرج لك كل ليلةٍ رمانةً، وإنما تخرج مرةً في السنة، وسألتني أن أقبضك ساجدًا ففعلت ذلك بك؟ فيقول: أنت يا رب، فقال الله عز وجل: فذلك برحمتي، وبرحمتي أدخلك الجنة».
عن خالد بن معدان، سمعت عبد الملك بن مروان، يقول: «ما قال عبدٌ كلمةً أحب إليه وأبلغ في الشكر عنده من أن يقول: الحمد لله الذي أنعَم علينا، وهدانا للإسلام».
سأل رجلٌ عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: ألست من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبدالله: ألك امرأةٌ تأوي إليها؟ قال: نعم، قال: ألك مسكنٌ تسكنه؟ قال: نعم،قال: فأنت من الأغنياء،قال: فإني لي خادمًا؟ قال: فأنت من الملوك... وقال الحسن البصري: هل الملك إلا مركبٌ وخادمٌ ودارٌ؟!.
قال بكر المزني: «يا بنَ آدم، إن أردت أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك، فغمض عينيك».