يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ»إبراهيم:48 ، فأيْن يَكونُ النَّاسُ يَومَئذٍ يا رسُول الله؟ فقال: علَى الصِّراط» رواه مسلم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تضور «أي تقلب في الليل على فراشه» قال: «لا إله إلَّا اللهُ الواحد القهار، ربُّ السمواتِ والأرض وما بينهما العزيزُ الغَفَّار» رواه النسائي.
قال الشاعر:
«وَكذلِكَ القّهَّارُ مِنْ أوْصَافِهِ
فَالخَلْقُ مَقْهُورُونَ بِالسُّلْطَانِ
لَوْ لَمْ يَكُنْ حَيّاً عَزِيزاً قادِراً
مَا كانَ مِنْ قَهْرٍ وَمِنْ سُلْطان»ِ
• من معاني اسم الله القهار:
ـ «القهار» صيغة مبالغة، قال البيهقي في كتابه «الاعتقاد والهداية»: «القهَّار هو القاهر على المبالغة، وهو القادر.. وقيل هو الذي قهر الخلق على ما أراد».
ـ و»القهار» هو الذي يدبّر خلقه بما يريد، فلا يستطيع أحد ردّ تدبيره والخروج من تحت قهره وتقديره، وهو الذي أسلم وخضع له كل ما في الكون، قال الله تعالى: «وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ» آل عمران:83.
ـ «القهار» عز وجل: يَقْهَر ولا يُقهَر، وهو الذي قهر الخلق كلهم بالموت، فلا يستطيع أحد من رده أو دفعه عن نفسه، قال الله تعالى»وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ» الأنعام: 61-62.
قال ابن كثير: «أي: هو الذي قهر كل شيء، وخضع لجلاله وعظمته وكبريائه كل شيء». وقال السعدي: «نفذ فيهم إرادته الشاملة، ومشيئته العامة، فليسوا يملكون من الأمر شيئا، ولا يتحركون ولا يسكنون إلا بإذنه.. فإذا كان تعالى هو المنفرد بالخلق والتدبير، وهو القاهر فوق عباده، وقد اعتنى بهم كل الاعتناء في جميع أحوالهم، وهو الذي له الحكم القدري والحكم الشرعي والحكم الجزائي، فأين للمشركين العدولُ عن من هذا وصفه ونعته إلى عبادة من ليس له من الأمر شيء، ولا عنده مثقال ذرة من النفع، ولا له قدرة وإرادة؟».
وقال الخطابي: «القهار هو الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة، وقهر الخلق كلهم بالموت». وقال الزجَّاج: «قهر المعاندين بما أقام من الآيات والدلالات على وحدانيته، وقهر جبابرة خلقه بعز سلطانه، وقهر الخلق كلهم بالموت». وقال السعدي في تفسيره: «القهار لجميع العالم العلوي والسفلي، القهار لكل شيء الذي خضعت له المخلوقات وذلك لعزته وقوته
وكمال اقتداره». وقال الْحَلِيمِيُّ: «الَّذِي يَقْهَرُ وَلا يُقْهَرُ بِحَال»، وقال ابن الأثير: «القاهر هو الغالب جميع الخلق».
يتبع