والموفق مَن صرَف همَّه وهِمَّته لنفع نفسه وغيره من المسلمين، والإحسان عمومًا هو مَطمع ومطمح للجميع، الكل يريده، لكن يوفَّق إليه أناسٌ، ويُحرَم منه آخرون، فابذل الأسباب التي توصلك إلى الإحسان، ومنها:
أولًا: الدعاء؛ كقولك: (اللهم اجعلني من المحسنين العابدين)، ونحو ذلك.
ثانيًا: احفظ لسانك لا تُشمت بأحد بنقصٍ فيه، وحاوِل إصلاح نفسك.
ثالثًا: أحسِن إلى الناس، فالجزاء من جنس العمل.
رابعًا: ترك مصاحبة اللاهين والغافلين والعاصين.
خامسًا: كثرة الاستغفار والذكر واللهج به، فهو سبب عظيم.
سادسًا: محاسبة النفس في تقصيرها وتسديد هذا التقصير.
سابعًا: محاولة إبراء الذمة في حقوق الخالق والمخلوق في عِرض أو مال وغيرهما.
ثامنًا: النظر في أعمال الناس الإيجابية واقتباسها.
تاسعًا: شُكر الله تعالى على كل فتح يفتَحه عليك ونعمة يُسديها إليك، فستزيد عليك النعم والفتوحات.
عاشرًا: حاول استفتاح أعمال الخير، فاعمَلها مكثرًا منها، لعل الله أن يفتحها عليك.
فهذه عشرة أسباب يُستجلب بها الإحسان، وإذا جاءك الإحسان فلا تسأل عن كثرة الاستثمار منك في لحظات هذا الشهر المبارك، فإن الله تعالى شكور، وإذا أتيته مشيًا أتاك هرولة، وإذا تقرَّبت منه شبرًا تقرَّب منك ذراعًا، وذلك كما ورد في الحديث الصحيح، وسنتناول عشرين وسيلة لاستثمار هذا الشهر المبارك، وهي على النحو التالي:
*الوسيلة الأولى: كثرة الجلوس في المسجد، -نحن في زمن الكورونا يتحوّل الأمر إلى كثرة الجلوس في بيتك - فأنت في صلاة ما انتظرت الصلاة، وليَهنأ من مكث في مصلاه بدعوات الملائكة له بقولهم: (اللهم اغفِر لهم، اللهم ارحمْهم، اللهم تُب عليهم، اللهم صلِّ عليهم)، مع ما يُكسبه هؤلاء الجالسون في المساجد بعد الصلاة أو قبلها من الخير من أنواع العبادات القولية والفعلية.
• الوسيلة الثانية: كثرة قراءة القرآن، فبكلّ حرف عشر حسنات؛ قال عليه الصلاة والسلام: «من قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به عشر حسنات، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»، فلك أن تعلم أن في الصفحة الواحدة ما يزيد على 5000 حسنة، وفي الختمة ما يزيد على ثلاث ملايين حسنة، والله يُضاعف لمن يشاء، وفي وقتنا الحاضر من فتح الله عليه فكان يختم كل ليلة.