شَهرِ الفضيلةِ والعبادةِ والعُلا رَمَضانَ شهرِ الصّومِ والغُفرانِ
شهرِ القَدَاسةِ والطهارةِ والتُّقى ومكارمِ الأخلاقِ والإيمانِ
نقف هذه الوقفات المباركة مع شهر رمضان :.
• الوقفة الأولى: مع التوبة: التوبة الخالصة النصوح من جميع الذنوب صغيرها وكبيرها، فإن من أعظم ما يعود على المسلم بالنفع في حياته، وخاصة في هذا الشهر الكريم، هو التوبة والإنابة إلى الله ومحاسبةُ النفس على ما قدمت، قال ربنا» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الانْهَارُ «التحريم: 8 فهذا رمضان، موسم التوبة والرجوع إلى الله.
الشياطين مُصفدة، والنفس منكسرة، والله -تعالى- ينادي المسرفين الشاردين في تيه الضلال: «قُلْ يا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم» الزمر: 53.
الغفور الرحيم يقول في الحديث القدسي: «يا ابنَ آدمَ إِنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كان منكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغَتْ ذنوبُكَ عنانَ السماءِ، ثُمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ ولَا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ لَوْ أَنَّكَ أَتَيْتَني بقُرابِ الأرضِ خطايا ثُمَّ لقيتَني لا تُشْرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقُرابِها مغفرةً».
فرمضان فرصة ثمينة للتوبة والإنابة إلى الله -عز وجل-.
رمضان شهر تتحرر فيه أرواح أصحاب الهمم وتتخلص من أسر الجسد وقيوده، وتستعلي على الشهوات والمغريات، فترتقي بهم إلى أعلى المنازل التي يحققون فيها الاقترابَ من الله العلي القدير.
إن باب التوبة مفتوح في هذا الشهر الكريم، وعطاء الله ممنوح، وفضله تعالى يغدو ويروح، وقوافل التائبين يقصِدون باب عفوه، فكونوا في ركبهم ولا تبغونها عوجاً.