أبُو الحَسَن الشاذلي، المغربي، الزّاهد، المتوفى: 656 هـ، نزيل الإسكندرية، وشيخ الطائفة الشاذلية، انتسب فِي بعض مؤلفاته فِي التّصوُّف إلى سيدنا عليّ بْن أبي طَالِب كرّم الله وجهه ... وهو رَجُل كبير القدر، كثير الكلام، عالي المقام، لَهُ شِعر ونثْر وكان الشّاذلي ضريراً، ولخلْق فيه اعتقاد كبير، وكان مالكيا، وشاذلة: قرية بإفريقيّة قدِم منها، فسكن الإسكندرية مدة، وسار إلى الحجّ وحج مرات، وكانت وفاته بصحراء عيذاب وهو قاصد الحج، فدُفن هناك فِي أوائل ذي القِعْدة، ، رحمه الله. اهـ.
وأما قصة تسميته بالشاذلي: فلم نجدها في كتب التراجم المعروفة، وإنما ذكرها بعض المتأخرين بغير سند ولا إسناد!! فقال الدكتور عبد الحليم محمود: وقبل أن نغادر معه شاذلة إلى رحلته الجديدة، نذكر ما حكاه ـ رضي الله عنه ـ فيما يتعلق بنسبه إلى شاذلة، قال: قلت: يا رب؛ لم سميتني بالشاذلي، ولست بشاذلي؟ فقيل لي: يا علي؛ ما سميتك بالشاذلي وإنما أنت الشَّاذُّ لِي ـ بتشديد الذال المعجمة ـ يعني: المفرد لخدمتي ومحبتي. اهـ من كتاب المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي: ص 35.
وأما كتب التراجم المعتبرة: ففيها أنه سكن بلدة شاذلة، وابتدأ ظهوره فيها، فنسب إليها، كما قال تلميذ الشاذلي ابن عطاء الله السكندري في كتابه لطائف المنن: منشؤه بالمغرب الأقصى، ومبدأ ظهوره بشاذلة، بلدة على القرب من تونس، وإليها ينسب. اهـ.
وكذا قال السيوطي في حسن المحاضرة، والزركلي في الأعلام.
وأما التفصيل المطلوب عن عقيدة الشاذلي وعلمه، فيحسن أن يرجع فيه السائل لكتاب: دراسات في التصوف ـ للشيخ إحسان إلهي ظهير ـ رحمه الله ـ ففيه مبحث مختصر ومفيد عن الطريقة الشاذلية وترجمة صاحبها ـ من 251 إلى ص: 264ـ