ونزلوا بضواحي حماة، يوم الجمعة، من (23) شعبان من العام المتقدم، وتقدموا نحو دمشق طمعاً لاحتلال الشام، فخرج السلطان، واجتمع في دمشق جند الشام، وجند مصر، ومعهم الخليفة والسلطان، والأمراء، والعلماء، والمتطوعون، وتقدموا لملاقاة المغول، والتقوا بهم عند قرية شقحب، قريبة من دمشق، من جهة الجنوب، يقول ابن كثير -رحمه الله-: “أصبح الناس يوم السبت على ما كانوا عليه من شدة الحال، وضيق الأمر، فرأوا من المآذن سواداً وغبرةً، من ناحية العسكر والعدو،
فغلب على الظنون أن الوقعة في هذا اليوم، فابتهلوا إلى الله -عز وجل- بالدعاء في الجامع والبلد، وطلع النساء والصغار على الأسطحة، وكشفوا رؤوسهم، وضج البلد ضجة عظيمة، ووقع في ذلك الوقت مطر عظيم غزير، ثم سكن الناس، فلما كان بعد الظهر قُرئت بطاقة بالجامع، تتضمن: أن في الساعة الثانية من نهار السبت هذا، اجتمعت الجيوش الشامية والمصرية مع السلطان في مرج الصفر، وفيها طلب الدعاء من الناس، والأمر بحفظ القلعة، والتحرز على الأسوار، فدعا الناس في المآذن والبلد، وانقضى النهار، وكان يوماً مزعجاً هائلاً» أنظر كتاب البداية والنهاية (18 /26).