شهر التراث الافتراضي: «أقعد في دارك تراثك كنز ليك ولصغارك»

احتفالات شهر التراث مختلفة هذا العام، انتشار فيروس كورونا اثر على كل تمظهرات الحياة الثقافية، ألغيت كل الفعاليات في كل دول العالم،

ألغيت الاحتفالات بشر التراث من 18افريل الى 18 ماي ففي ها العام لن يكون هناك زيارات للمواقع الأثرية ولا خرجة باللباس التقليدي التي تجوب شارع الحبيب بورقيبة، لن تحتفل الجهات بتجمعات في المناطق الأثرية للتعريف بتراثها المادي واللامادي ولن يكون للأطفال نصيب من زيارة المواقع والمعالم لكن الاحتفالات ستكون موجودة افتراضيا.

إذ قررت وزارة الشؤون الثقافية استعمال المادة الرقمية والمنصات الالكترونية للاحتفال بشهر التراث من 18 افريل الى 18 ماي، احتفالات من خلال مواد مصورة ومسجلة في انتظار حضور منصة تفاعلية تشاركية تجمع كل المهتمين بالتراث، الاحتفالات انطلقت من خلال معلقة ميزتها اللون الاخضر الذي له رمزية كبرى عند التونسيين «القباب» و «الاعلام الصوفية» و «الابواب» بالإضافة إلى تجميع عدد من المعالم مثل قوس النصر سبيطلة ومسرح الجم وكابيتول دقة والقصور الصحرواية في شكل هندسي واحد متعدد الزوايا كما تتعدّد المواقع الاثرية لهذا البلد الصغير جغرافيا والزاخر بكل تلوينات التراث والحضارة.

الاحتفال افتراضي والرقمة باتت ضرورية
«اردنا الاحتفال بشهر التراث، لم تنقطع الاحتفالات الا مرة واحدة في العام 2011 لذلك قررت وزيرة الشؤون الثقافية خوض غمار التجربة الافتراضية والاحتفالات بشهر التراث افتراضيا من خلال منصات التواصل الاجتماعي ومحامل الكترونية تقدّم التراث التونسي المادي واللامادي» بهذه الكلمات عبرت المديرة العامة لوكالة احياء التراث امال حشانة للمغرب عن قرار الاحتفالات بشهر التراث رغم انتشار فيروس الكورونا، وأكدت حشانة انّ الوزارة استجابت لقرارات الدولة بفرض الحجر الصحي العام وفي الوقت ذاته تريد ان تشارك التونسي أينما وجد بتراثه تقدمه له على منصات افتراضية تحت شعار «اقعد في دارك تراثك كنز ليك ولصغارك».

وتضيف محدثتنا انّ الرقمنة أصبحت ضرورة اليوم هي «مسالة حياتية» والرقمنة والديجيتال لم يعد اختيارا بل ضرورة ربما فرضها الحجر لكنه سيكون توجه الوكالة والوزارة بعد انتهاء الحجر فالعالم يعيش ثورة رقمية وسيكون للتراث التونسي نصيبه من الثورة الرقمية والمنصات الجديدة للتعريف بالتراث التونسي كنز هذا البلد الجميل.

الاحتفالات الافتراضية حسب المديرة العامة لوكالة احياء التراث تكون في شكل محاضرات بخصوص التراث بالإضافة إلى تنزيل أفلام وثائقية وأخرى تعرف بالمواقع الأثرية والمتاحف وكل مكونات المشهد التراثي التونسي، والبداية ستكون انطلاقا من المخزون الرقمي لوكالة إحياء التراث وكل المؤسسات الراجعة بالنظر إلى وزارة الشؤون الثقافية ستساهم في هذه الفعاليات، و»نظرا للظروف الطارئة لم نعد برنامج مسبق للاحتفالات لذلك نحن اليوم في اتصال مع الباحثين ومحافظي التراث والمهندسين المعماريين والمختصين في التراث ليقدموا المواد التي يمتلكونها للوكالة لتكون جزء من الاحتفالات».

وأكدت حشانة انّ الاحتفالات انطلقت من المادة الرقمية الموجودة في انتظار انجاز برنامج واضح المعالم والبحث عن تطبيقات رقمية جديدة تكون معززة وآمنة وشفافة لتستعمل في التفاعل، اي أنهم لن يقتصروا على صفحات الفايسبوك والمادة المسجلة وإنما سيكون هناك لقاءات تفاعلية مفتوحة لاكبر عدد من المشاركين لتثمين التراث والتفاعل والاستمتاع بالمداخلات والمواقع والنقاش حولها مع كل من يهتم بالتراث التونسي، وهذه المنصات ستكون في شكل على الهواتف الجوالة واللوحات الرقمية لانّ الرقمة والديجيتال اصبح توجه وزارة الشؤون الثقافية الوم.APPLICATION.

انطلقت الاحتفالات بزيارات المواقع والمعالم
«شهر التراث، سيكون هذه السنة افتراضيا، ولعله تمرين لنحتل مكانتنا في العالم الرقمي، لتزورنا البلدان لا فقط في المواسم السياحية، بل لنتحول إلى وجهة يومية من قبل كل من استطاع من سكان الأرض، ولنثمّن كذلك، دور هذا القطاع في التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية وتطوير أثرها على المشهد التونسي.
بهذه المناسبة، تتجدد رهانات كبرى أمام كل المشرفين على التراث، من مجتمع مدني وهياكل وطنية وخواص وفاعلين في القطاع، حتى نسبر أغوار تاريخنا ونقدمه ثروة وطنية تشرّف تونس وتعترف بالجميل للمساهمين في وجودها اليوم» هكذا كانت كلمة وزيرة الشؤون الثقافية شيراز العتيري بخصوص شهر التراث، الذي انطلقت فعالياته يوم 18افريل ونظرا لكثافة المادة الموجودة سيتم تقسيم الشهر الى ثلاثة فترات، العشرة ايام الاولى ستوجه للتعريف بالمواقع والمعالم الاثرية والعشرة ايام الثانية يكون الاهتمام بالتراث اللامادي ومهن التراث اما الايام الاخيرة فستخصص للمتاحف لان 18ماي يوافق اليوم العالمي للمتاحف.
انطلقت الاحتفالات على صفحة الرسمية لوزارة الشؤون الثقافية وصفحة وكالة إحياء التراث والمعهد الوطني للتراث من خلال زيارة افتراضية الى موقع «تيسدروس» الجم الشامخة مدينة الفن والتاريخ، ثمّ جولة اخرى في ربوع المدينة التي بعثت من جديد «اوذنة» البهية تلك المدينة الأثرية التي تشبك كثيرا «نوارة البوقرعون» زينة الربيع، فجولة ثالثة في حضن موقع اثري شامخ في الشمال «دقة» الخالدة مدينة التي نهضت من الحجارة لتكتب فصولا في حضارة هذا البلد.

لازالت الجولات متواصلة والرحلة في ربوع التاريخ متوفرة، واكدت امال حشانة انّ الزيارات الافتراضية لن تقتصر على المعالم والمواقع فالايام المقبلة سيكون للتونسيين لقاء تفاعلي مع الباحث مصطفى خنوسي حول التراث الطبيعي العالمي كما سيتعرف التونسي على خصوصيات التراث اللامادي الغني من ماكولات وموسيقى وحرف بالإضافة الى الزيارات الافتراضية للمتاحف والتجربة سبق تبعاها من خلال تطبيقة APP BARDO التي تسمح بزيارة افتراضية للمتحف الوطني بباردو، والمتاحف التي لن يجدوا فيدهيوهات توثق لزيارة افتراضية سيعوضونها بالبومات صور للتعريف بما يتحويه المتحف من كنوز وذاكرة والزيارات لجميع المتاحف بما في ذلك متاحف العادات الشعبية والتقاليد متى توفرت المادة.

التراث فخر البلاد وذاكرتها
التراث المادي واللامادي هوية البلاد وذاكرتها، الاحتفال بشهر التراث افتراضيا فرصة ليستمتع كل تونسي ويتعرف على ذاكرة بلاده، فالجميع في المنزل والأطفال اغلبهم أمام الهواتف الجوالة والمنصات الرقمية التي ستصبح حمالة لذاكرة البلاد من خلال توفير فرصة للزيارات الافتراضية للمواقع والمتاحف،ميزة «الفيدوهات» المنزلة على صفحة «الفايسبوك» إلى اليوم مادة ممتعة، افلام قصيرة تتراوح بين الثلاث والخمس دقائق تعرف بالموقع اجمالا وتنقل اجمل الصور «هدفنا اليوم تحّبب التونسي في التراث وحثه على متابعة الزيارة الافتراضية وربما الزيارة الميدانية بعد الحجر» كما تقول آمال حشانة، فالتراث ذاكرة المكان وذاكرة القدامى وعنوان لهوية إنسان اليوم، مع الأفلام هناك نصوص قصيرة مبسطة لا تحتوي على الكلمات العلمية الصعبة او التعابير المنفرة بل اعتمدوا الجمل البسيطة لتصل المعلومة إلى كل تونسي مهتم بالمواقع الاثرية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115