رفيقة البحوري نموذجا» نظم المركب الثقافي بالمنستير مساء السبت 7 مارس، ضمن برنامج المنستير مدينة الآداب والكتاب، وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أمسية أدبية حول كتاب الكاتبة والشاعرة رفيقة البحوري « في المياه المالحة»..
هذا الكتاب الذي يرى فيه الشاعر الحبيب المرموش الجرأء إذ لم تتخف الكاتبة خلف الستارعند تناولها لأحداث جدت في المراهقة والشباب، مؤكدا أنّها تجربة حمّالة لأكثر من فنّ إذ أن فيها الابداع الشعري والسردي والموسيقي والمسرحي وربّما التشكيلي.
وبيّنت الأديبة فاتن بالحاج صالح أنّ الكتاب ليس سيرة ذاتية محضة بل هو سيرة نسوية ثم تنفتح فتصبح سيرة جماعية وإنسانية أي سيرة الانسان التونسي عموما، معتبرة أنّه كتاب يقوم على العديد من التداعيات والمراوحات فعندما ترهقها الأحداث تتوقف الساردة عن السرد لتذهب إلى الوصف ثم تمر من النثر إلى الشعر الذي تجد نفسها فيه..
إشترك في النسخة الرقمية للمغرب
وراوحت الشاعرة بين الأزمنة فكانت تستشرف مستقبلا أفضل عندما يضنيها الحاضر وترهقها متاعب الماضي، وكسرت البحوري الحواجز في هذا النصّ وتمردت على كلّ ما هو عادات وتقاليد بائدة وكلّ ما هو مسكوت عنه وكانت تدعو المرأة إلى التحرر والتعبير عن ذاتها بذاتها دون خوف ولا خجل..
ويسرد كتاب « في المياه المالحة» حسب الكاتبة سعاد بالحاج يوسف مسيرة الذات والمرأة وأيضا مسيرة الوطن، وكتبت فيه رفيقة البحوري ذاتها بكيفية فيها الكثير من الصدق وفيها كشف عن حقائق قد لا تتجرأ المرأة في مجتمعنا على كشفها.
وأوضحت رفيقة البحوري، خلال النقاش، أنّها راوحت بين عدة أساليب وزاوجت في هذه السيرة بين كتابات شعرية كتبتها بالعربية وبالعامية إذ وجدت نفسها بالفعل موزعة بين الماضي والحاضر قائلة « لم أحاول أن أجمّل الصورة بل كتبت كما عشت إذ أؤمن بأنّ الانسان في القرن 21 من حقه أن يكون كما هو».
واشارت في كلمة لها «حاولت أن أبحث عن وجهي في كتابة هذه السيرة الذاتية و أردت التأسيس للسيرة الذاتية ولكتابة الصدق فمن يرفع القلم لابّد له أن لا يخون القلم ويتستر وراء الاجتماعي والديني والموروث فلابد من تحطيم القيود والأقتعة والتحرر من العقلية الذكورية التي تقمع المرأة وكذلك العقلية التي تقمع بصفة عامة الانسان بالمسكوت عنه ولنكون ذواتنا».
واشار مدير المركب الثقافي بالمنستير، فهد بنحمودة إلى أن هذا الكتاب يتناول الجانبين الذاتي والموضوعي بالنسبة إلى المرأة الشاعرة والكاتبة في المجتمع، مشيرا إلى أنه يعدّ أوّل سيرة ذاتية نسائية كتبت في تونس فجاءت على مستوى عال من ناحية اللّغة وأحيانا من الصور الشعرية.