وقد فتحت ذراعيها بعد ان ارتدت لباس عرسها الثقافي السنوي مجدداً مرحبة بزوارها من داخل الولاية ومن خارجها في الافتتاح الرسمي للدورة 52 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز يوم الخميس 19 ديسمبر 2019 وتمتد إلى غاية الأحد 22 من نفس الشهر.
انطلق حفل الافتتاح الرسمي بفضاء سوق الصناعات التقليدية بدوز، وذلك وسط حضور جماهيري كالعادة حيث قدمت عروض خاصة من عديد الفرسان والمهاري وفرق الفنون الفلكلورية والشعبية من تونس والبلدان المشاركة كذلك تم افتتاح معرض الصناعات التقليدية بساحة متحف الصحراء كما شهد صباح اليوم الأول افتتـاح المعارض الثقافيـــة بـدار الثقافـة محمد ألمرزوقي نذكر من بينها معرضٌ وثائقي ضخم حول الجمل من إنجاز جلال الشعيبي ويشمل 81 لوحة من خلال صور و وثائق نادرة حول الجمل تُعرضُ لأوّل مرّة في 6 أجنحة هي : الجملُ في التاريخ و التّراث العربي ,حليبُ الناقة ,المرازيق والإبل ,الأهميّة الإقتصاديّة للإبل ,الجملُ في مهرجان الصّحراء الدولي والجملُ في الشّعر الشّعبيّ كذلك وبنفس الفضاء تم افتتاح العكاظية الشعرية حول موضوع «التفاؤل» بمشاركة 20 شاعرا من تونس و ليبيا والعراق والجزائر... عكاظية شعرية ستشهد تجديدا من خلال اضافة مسابقة الأغنية البدوية «الموقف» ومشاركة لاهم الأصوات المميزة لهذا اللون الفني على غرار رضا عبد اللطيف وحسين الزمزمي ومنير اللطيفي ومفتاح الزمزمي ومحمد بن قايد وفتحي مصباحي وعلى دربال وهادي بوسريويل وعلي بالعيد وعاطف الربعي..
وحول أهمية وقيمة مختلف الفقرات تبقى العروض الفرجوية بساحة حنيش الجاذبة الأكبر لعشرات الالاف من الجماهير ومتعة استثنائية للوحات متنوعة وحية من الحياة الصحراوية والبدوية نذكر من بينها المرحول والقافلة والدولاب والورادة والتهيليم والجز والصيد بالسلوقي وعراك الفحول بالاضافة لالعاب الفروسية (المداوري) وسباقات المهاري وعروض الفرق الفلكلورية والشعبية..
تجدر الاشارة الى أن محطات عديدة أقيمت قبل الدورة او ما سمي بالايام التنشيطية قبل المهرجان التي انطلقت منذ 8 ديسمبر وراوحت بين التظاهرات الرياضية والفنية والادبية خاصة حيث كان الموعد يوم 18 ديسمبر، بالمكتبة العمومية لدوز الجنوبية مع ندوة ادبية تضمنت قراءة في رواية الدجال للكاتب شوقي الصليعي ومداخلات الأساتذة سمير بالطاهر بعنوان «رحلة البحث عن التفرّد في رواية الدجّال»، خالد رجب تحت عنوان «الرواية التشكيلية من مدارات اللوحة إلى مناخات السرد في رواية الدجّال»، و الأستاذ الشريف بن محمد مداخلة ثالثة بعنوان «فتنة اللغة في أقوام الضفّة الأخرى» كذلك تم تكريم وقراءة في انتاجات الكاتبة مسعودة بوبكر هذا و انتظم بالمناسبة معرض لإصدارات أبناء دوز..
سهرة الشعر الفصيح.. اغتيال فرح
اختتمت انشطة ما قبل افتتاح المهرجان بسهرة الشعر الفصيح بدار الثقافة محمد ألمرزوقي في دوز والتي خلفت طريقة تنظيمها قيمة بعض «الشعراء» المشاركين فيها انتقادات كبيرة، حيث تأخر العرض نحو الساعة ومع بداية المداخلات كانت الأجهزة الصوتية رديئة لا تسمح بسماع ما يقال أو يلقى لذلك واصل الشعراء الإلقاء دون مكبر صوت أما من حيث المضمون فقد كان أنكى وأمر كما بين أ. شكري بن محمد ولا يمكن أن يترك ليمــر فقد بدأت شاعرة غريبة وعجيبة .. عرفت بنفسها فقالت : «انا فوزية الفيلالي مغربية .. لقد كنت في ملتقى بزغوان وهناك من عزمني للمجيء إلى دوز والمشاركة!!..» ونظّمتْ بعض أبيات عرجاء تتغنى بدوز ثم كلام لا أدري ماذا يسمى ، في حين قدم الضيف الثاني يوسف اوذيني باعتباره مهندسا....
قدم نفسه على رئيس لجنة الشعر الفصيح الفاضل بن ابراهيم .. وألقى كلاما يسميه شعرا ؟؟؟ وكان كلاما رتيبا فيه تعنت على المرأة على ما أذكر .. لنأتي إلى رئيس اللجنة الذي ألقى قصيدا في مدح الرسول الكريم خلت نفسي وكأنني أستمع إلى حسان بن ثابت .. صحيح اعتذر رئيس لجنة التنظيم الفاضل بن ابراهيم اعتذارا غير مقنع ومريب، هذا وتساءل بن محمد لماذا يغيّب عديد شعراء الفصيح من دوز ونفزاوة ولا يستدعون ؟ وحتى من أستدعي كان في آخر لحظة ؟ في حين يستدعى أشخاص لا علاقة لهم بالشعر أصلاً وختم شكري بن محمد بالقول «حين توجهون كل امكانياتكم لغير مكان من سامور ولوحات، وتهملون سهرة الافتتاح وفي دار الثقافة امحمد المرزوقي التي لم يحضرها ولو عضو من هيئة المهرجان؟ ولا أية وسيلة إعلامية محلية أو جهوية أو وطنية ؟.. ماذا يعني ذلك ؟ أليس استنقاصا من قيمة الشاعر الكبير جمال الصليعي والشاعر المخضرم محمد الخامس بالطيف والشاعر الرائع زبير بالطيب.. والشاعر والباحث الكبير والقدير بلقاسم بنجابر.. الذين يمثلون عنوانا لدوز في كل المحافل الوطنية و حتى العربية والدولية ؟ فالمهرجان عنوان فرح لابناء دوز ونفزاوة وتونس والعالم و لا يحق لكائن من كان أن يفسد هذا الفرح لاغراض سياسوية مقيتة ورجعية متعفنة..
هذا وأكد الشاعر والباحث بلقاسم بن جابر ان ما شهدناه في سهرة الشعر الفصيح مؤسف حقَّا فقد تأخر وقت الافتتاح الى نحو الساعة وبقينا في انتظار الضيفة المغربية التي قدمت متأخرة ثم ألقت» نصوصها» وعادت بسرعة الى حفلة السامور بأحد النزل والتي كانت منقولة مباشرة على القناة الوطنية ثم انطلقت المعاناة مع التجهيزات الصوتية الرديئة ولكن المكابدة لم تقف عند هذا الحد فالامسية تركت بلا منظم ولا مقدم مما اربك المشهد وحاولنا تلافي الامر احتراما لجمهور الشعر بدوز ولكن الامر غريب ومهين فعلا فالعديد من الحاضرين كانوا ضيوفا قدموا ليستمتعوا بنصوص شعراء محترمين وتجشموا السهر والبرد والسفر ليصدموا بواقع مرير كنا نتجاوزه كل عام بالاصرار على انجاح المشهد الشعري الفصيح بدوز ليكون نجاحا لمهرجاننا العريق الذي تأسس على الثقافة الاصيلة ونمني النفس بأن الهيئات المتعاقبة على المهرجان ستتلافى الاخطاء والهنات ولكن لا حياة لمن تنادي فهل يريدوننا ان نعتزل ونبتعد حتى نرى ونسمع نصوصا عجيبة كالتي سمعنا بعضها والتي لا صلة لها بالشعر في نظامه ومبناه ومعناه وروحه وصوره هل يريدونها صحراء ثقافية لا تنبت إلا الأشواك والقتاد؟!!!