في دورته الـ36 تحت شعار «وتستمر الخطى كما نريد» والذي اثثه عرض «وان مان شو» للفنانة المسرحية وجيهة الجندوبي بعنوان: Big Bossa.
الجمهور كان حاضرا بكثافة خلال هذا العرض ومن فئات عمرية مختلفة ولكن تساؤل المهتمين بالمسرح خاصة هو الى أي حد سيكون مختلفا على السائد من أعمال الوان مان شو التي حملت خلال السنوات الأخيرة الكثير من الابتذال وجمعت من « هب ودب» ومن لا علاقة لهم بالمسرح معرفة وتكوينا وثقافة فهي فقط وجوه تلفزية لقيت انتشارا مع قنوات بعينها تفننت فقط في ما يسمى بثقافة « البوز» وضرب جملة من القيم؟ ولعل المواقف المستهجنة التي برزت مؤخرا ضد هذه التيارات الجديدة الهدامة خاصة من قبل المسرحي الكبير أنور الشعافي خير دليل..
عودة لعرض وجيهة الجندوبي صاحبة النص وإلاخراج، فقد شكل منذ البداية شبه قطيعة مع السائد من حيث معالجة جملة من القضايا الاجتماعية والسياسية الحارقة بطريقة فيها بحث وتركيز وتجديد فحضرت الكوميديا الساخرة / السوداء وتأريخ لمحطات تاريخية كبرى وخصوصياتها وصولا إلى الربيع العربي والفشل في التعاطي مع واقع ما بعد 14 جانفي 2011 حيث تأبيد للأزمة بجميع تجلياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسبة... كثير من المواقف الساخرة و خيط رفيع رابط بين هذه الأحداث دون السقوط في الابتذال اما عن التجديد فكان خاصة من خلال توظيف ذكي للصورة والفيديو والفايسبوك تجاوب معها كثيرا الجمهور..
إثر العرض كان موعد إعلاميي الجهة مع ندوة صحفية حضرها مدير الدورة لسعد بوخشينة وفيها أكدت الجندوبي اهمية المسرح الجماعي والجاد رغم تركيزها خلال هذه الفترة على «وان مان شو» الذي يتطلب عملا وبحثا متواصلين بعيدا عن الابتذال كما أبدت سعادتها بتجديد اللقاء مع جمهور قابس، هذا وتحدثت وجيهة عن مسرحيتها «بيق بوسة» بالقول أنّها عبارة عن مرآة للسياسي الاجتماعي التونسي وما يعيشه المجتمع من أحداث يومية متسارعة جلها تافهة ومؤلمة للمواطن.. أما عن تدخلات الحضور فتناولت خاصة حضور الكوميديا السوداء في مسرحية أضفت تقنيات جديدة ومعالجة واعية للمواضيع..