افتتاح الدورة الثانية لمهرجان السينما التونسية: آن للسينمائيين التونسيين أن يفخروا بمهرجانهم

ولد الحلم كبيرا ازهر في عامه الاول وأينع في ربيعه الثاني ليقدم لعشاق الفن السابع باقة من اجمل الأفلام التونسية اللهجة والفكرة والتصوير والإنتاج

باقة من افلام وثائقية وروائية وتحريكية طويلة وقصيرة تنعش ذاكرة المشاهد وتفتح شهية حب الاطلاع على افلام اخرى من انتاج تونسي في الدورة الثانية لمهرجان السينما التونسية.

مهرجان يحتفي بالسينما التونسية يقدم للمتفرج أفلاما تونسية تعترف بالمنجز التونسي في الفن السابع ، مهرجان ولد في العام الفارط وازداد معه عدد المهتمين والمؤمنين بالسينما التونسية والعمل للوصول «إلى مرحلة يصبح فيها للمهرجان وقع السيزار في فرنسا والأوسكار في أمريكا» كما قال مختار العجيمي مدير المهرجان في كلمة افتتاح الدورة الثانية لمهرجان السينما التونسية الذي احتضنه مسرح الجهات بمدينة الثقافة.

المهرجان يعترف بمبدعي الفن السابع
السينما التونسية تعود الى سنوات قبل الاستقلال مع فيلمي «زهرة» و «عين غزال» لالبير شمامة الشكلي، وأول فيلم تونسي انجز بعد الاستقلال كان عام 1966 وهو «الفجر» لعمار الخليفي، ومنذ تلك الفترة والسينما التونسية تقدم افلاما ممتعة تتناول مواضيع تعبّر عن التونسي وهواجسه، وخلف الفيلم الذي نشاهده يقف مبدعون يؤمنون بالفن السابع يسعون بامكانياتهم المحدودة إلى صناعة مشهد سينمائي تونسي و اعترافا بجودة من يقفون خلف الكاميرا وتميزهم واعترافا بمن وقفوا امام الكاميرا وقدموا اجمل الادوار وأمتعها كرّم المهرجان في حفله الافتتاحي ثلة من مبدعي السينما التونسية واحتفى بصناع السينما التونسية وكرّم كل من المنتج حسن دلدول والمونتيرة كاهنة عطية ومصحح الألوان المنصف الصدوري ومهندس الصوت فوزي ثابت، مدير التصوير أحمد بالنيس والممثلة «منجية الطبوبي» والمخرج أحمد الخشين الذي عرض له في الافتتاح فيلم «تحت مطر الخريف» في نسخة رقمية وهو ابن الجامعة التونسية للسيسنمائيين الهواة وابن مهرجان قليبية لسينما الهواية وجميعهم كانوا لبنة من لبنات نجاح الفيلم التونسي.

الرقص لغة تتجاوز حدود المكان والكلمة
لغة صادقة وممتعة، لغة قادرة على تجاوز الحدود المكانية وتغيير جغرافية العالم، لغة تتماهى مع جغرافية الجسد وتاريخية الذاكرة تغوص فيها لتقدم للمشاهد اجمل التعابير، هي لغة الجسد اول لغات الانسان وأمتعها وأصدقها، لغة الجسد التي يعبر عنها بحركات تكون مرآة للفكر وتنقل المتفرج الى عوالم اخرى ممتعة كانت حاضرة في افتتاح مهرجان السينما التونسية مع باليه سهام بلخوجة واربع لوحات راقصة الاولى «حلق الوادي» على ايقاعات اغنية حلق الواد التي غناها لطفي بوشناق في فيلم «حلق الوادي» لفريد بوغدير رقصة بالجبة التونسية و اللوحة الثانية «نور جربة» واللوحة الثالثة اداها ثلاثة شبان على ايقاعات جينيريك فيلم «عصفور سطح» لفريد بوغدير، اما اللوحة الرابعة فالأكثر حياة لوحة تسحر العين بالألوان والحركات الجميلة لوحة راقصة لتكريم الايقونة العالمية «كلاوديا كاردينال» على ايقاعات موسيقى الفلامنكو ورقصات الغجر وألوانهم الزاهية و المغرية بمزيد الفرجة (مع الاشارة انه لا نعرف سبب هذه اللوحة وما الرابط بينها وبقية اللوحات السابقة الخاصة بأفلام تونسية وأي ارتجال هو ولماذا كلاوديا كاردينال).

فيلم «تحت مطر الخريف» فيلم الافتتاح
السينما كما الذاكرة تختزّن حياة وقت ما وتنقل تفاصيله ومميزاته، وبالسينما يتعرف جمهور 2019 على حياة عام 1970 ومميزات تلك الفترة من خلال فيلم الافتتاح «تحت مطر الخريف» لأحمد الخشين ابن الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة، فيلم من كلاسيكيات السينما التونسية تمّ تحديثه تقنيا وهو انتاج «الساتباك» عام 1970. ليقدم الى جمهور اقبل باعداد غفيرة لحضور حفل افتتاح الدورة الثانية لمهرجان السينما التونسية.

«تحت مطر الخريف» فيلم بطولة حسيبة رشدي والحبيب الشعري ومنجية الطبوبي، فيلم بالأبيض والأسود، فيلم يسجّل اول «قبلة» في السينما التونسية، فيلم اجتماعي بامتياز يعود بالمتفرج الى سنوات السبعينات، يعايش مشكلة البطالة و الدور الاجتماعي والاقتصادي للمرأة في تلك الفترة، صوّرت أحداث الفيلم في القيروان.
اغلب احداث الفيلم تسلط الضوء على عائلة «فاطمة» (حسيبة رشدي) فهي سيدة البيت وتعاني من بطالة ابنها وتملص زوجها من المسؤولية، بطالة الابن تحمل المتفرج الى المقهى وأحاديث الشارع وتنقل أزمة البطالة في تلك الفترة.

في المقابل يكرم الفيلم المرأة العاملة المجتهدة فهنّ صانعات الزربية هنّ صانعات كل ذلك البهاء وهنّ اللواتي يتحملن مسؤولية البيت ويتحمّلن ارهاق العمل وتعب البيت دون كلل، المرأة هي القارئة و الراغبة في النجاح في دراستها رغم الفقر، والمرأة قادرة على تجاوز ازمتها الاقتصادية بالعمل، لكنها في الوقت ذاته كائن هشّ، وهي رقيقة يسهل استدراجها باسم «الحب» ومع احدهم تكتشف طعم «القبلة الاولى» و الحب مع ذكر يرى في انوثتها وليمة وجب الانتهاء منها بسرعة، وتحت «مطر الخريف» يطردها شقيقها خوفا من «العار».

من العام 1970 الى 2019 تسعة وأربعون عاما، لازالت المرأة فيها تعمل ولازالت تؤمن بيتها وعملها ولازال الشاب يعيش البطالة ولا يريد خوض تجارب عمل فاشلة ولازالت المرأة سند البيت وصاحبة موقف في عملها ولازالت المنقذ الاقتصادي للبيت ولازالت ذلك الكائن الرقيق الهش في مجتمع ذكوري يراها «وليمة» و يرى أنوثتها كنزا وجب اغتنامه ولازالت تبحث عن حريتها وتخاف «الحب» و يقيدها «العار» ونظرة المجتمع فالفيلم وان كان بالأبيض والاسود فهو ينقل جزءا من مشاكل نعايشها اليوم.

كرّموا بالواحد...
في حفل افتتاح مهرجان السينما التونسية وكما انف الذكر تمّ تكريم ثلة من مبدعي السينما التونسية، لحظة التكريم عادة تكون مميزة عند المُكرّمُ لأنه سيشعر للحظات انه سيّد الركح امام جمهور يحبه ويحب اعماله، لحظة جميلة حرم منها المُكرّمون في الحفل بسبب «سوء التنظيم» و «الازدحام» فعادة يتم دعوتهم فردا فردا ليتسلموا شهائد االتكريم والورد ويلتقطوا صورا ثم يعودون، لكن في الافتتاح تم دعوتهم جميعا إلى حدّ «لخبطة» الوزير اثناء تقديمه لشهائد التكريم، فلِمَ لم يعملوا بشعار «كرّمونا بالواحد الركح ضيّق».

المشاهد يريد معلومات لا شعارات
اثناء حفلات التكريم عادة ما يتمّ تقديم المبدع وأعماله وتقديم لمحة عن حياته العملية واسماء الافلام التي شارك بها او الجوائز التي تحصل عليها او ابرز الشخصيات التي قدمها لكن في حفل افتتاح مهرجان السينما التونسيية كان الموعد مع تقديم من قبيل «كانت ممثلة يحبها الجميع ويحترمها» و «مخرج برّاق» و»يعرف التفاصيل الساحرة» كلمات فضفاضة ولغة خشبية غير مقنعة فالجمهور يريد معلومات لا شعارات.

مهرجان للسينما والصور قديمة
الصورة تختزل آلاف الكلمات، للصورة دورها في التعريف بالمبدع وتقديمه للمشاهد، وفي حفل افتتاح السينما التونسية كانت اغلب الصور المعروضة للمكرميبن قديمة (صورة منجية الطبوبي بالابيض والاسود) ولا يمكن التعرّف على اغلبهم، الم يكن من الممكن انجاز حصة تصوير لمن تمّ تكريمهم صور حديثة وانية تعرض في حفل الافتتاح وتوضع في ارشيف المهرجان

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115