فَسيدنا محمدٌ، صلى الله عليه وسلم، هو العَاقِبُ أيْ: الآخِر، وهذا الاسمُ من أكْرَمِ الأسماء وأعظمها وأدلها على فضل الله العَظيم، وذلكَ أنَّ الله تعالى خلقَ الخلق في الدنيا وأرسل اليهم الرسل يدعونهم إلى العاقِبَة الحسنة في الدنيا والأخرة.
يَقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مالك: قال : «لي خمسة أسماء أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قَدمي ، وأنا العاقِبُ»، وفي حديث آخر: «أنا العَاقِب الذي ليس بعدي نَبِيءٌ» ولقد ارتَقَى النبيءُ، صلى الله عليه وسلم، في المَقامَات كلِّها حتى جاوَزَ عواقِبَها، فَدرجته فوقَ كلِّ دَرَجَة ليس بعده أحدٌ إلى الواحد الأحَد
وهو الذي ختمَ الله به مَظاهِر التجليات، وفُيوضَ البَرَكاتِ، مِسكُ الخِتام لأحلى النفحات، وطيبُ السلام لأزكى الصَّالحات، أنهى به الله دَورَةَ الزمان، وشرَّفَ بِمَقْدَمِه آخرَ الحَدَثانِ، فَصلى الله وسلم عليه ما تَعاقَبَ المَلَوَانِ.