وذلك بفضاء مفتوح « رأس الواد» جاذب للسياحة الداخلية خلال فصل الربيع خاصة لما يحويه من بقايا واحة غناء ومياه جارية نظرا لتأثير وتخريب التلوث البيئي..
كان تنظيم وكعادة جل التظاهرات بجهة شنني محكما وبإشراف جمعية إبداع المسرح و الفنون بشنني ودار الثقافة بالجهة سادته التلقائية و تنوع التصور وعمق الأهداف لكن يبقى الحضور الكبير للأطفال والشباب لافتا سواء من حيث المتابعة والأهم المشاركة خاصة في تجسيد لوحة الإفتتاح التي راوحت بين الإلقاء الشعري والتعبير الجسماني..
كان الموعد الأول صباحا مع انطلاقة ورشة المسرح الشعري تحت عنوان « شعرنا العربي بايقاعات الجسد» من تاطير كل من أ. عواطف الخلفي والشاعر خيرة خلف الله، اما مساء وقبل الافتتاح الرسمي فقد انطلقت الدورة الثالثة لمسابقة الرسم تحت شعار «من الصورة الشعرية إلى اللوحة التشكيلية» بمشاركة واسعة من رسامين محترفين وهواة.. هذا وأمن حفل الافتتاح كرنفال براعم الإبداع وذلك في تحية لشعراء قابس ومثقفيها من تقديم نخبة من تلاميذ المدرسة الإعدادية ببوشمة في حين تناولت كلمة مدير الدورة الفاعل الثقافي ا. زهير مبارك ترحيبا بالضيوف وتقديم لمحة عن البرنامج بالإضافة إلى فلسفة هذه الدورة وجديدها من حيث التصور والإنجاز مؤكدا ضرورة المحافظة على هذه التظاهرة العريقة والمخصوصة التي اكتشفت وعرفت بعديد المواهب الشعرية والفنية كما أثرت المشهد الثقافي المحلي والوطني..
شهدت المداخلات الشعرية مراوحة بين شعر الفصحى والشعر الشعبي وتناول عديد الأغراض والمواضيع خاصة في علاقة باليومي و تحولات المجتمع التونسي والعربي المتسارعة ومن الشعراء نذكر الشابة بسمة المسعي و الشاعر الشعبي علي بوقديمة و تخليد ملحمة بن قردان التاريخية وجملة من القصائد الهزلية.
كذلك مداخلات للشاعر خالد الوغلاني تنوعت بين الفصحى والعامية دون أن ننسى الشاعر الشعبي الكبير علي كريد الذي أدخل وبطريقته الكثير من البهجة على الحضور من خلال طريقة إلقاء مخصوصة ومواضيع طريفة وهادفة..
الشعراء الشبان كانوا حاضرين من خلال مسابقة أقيمت في الغرض وتم تتويج الفائزين فيها من قبل لجنة أحدثت للغرض، هذا وكرم المنظمون شخصيات ثقافية فاعلة بالإضافة لجريدة «المغرب».. ختاما كان الملتقى آخر تظاهرة قبل شهر رمضان المعظم الذي تشهد فيه شنني و ولاية قابس عديد التظاهرات والسهرات الفنية خاصة ذات الطابع الصوفي في إطار مهرجانات المدينة..