على ادارتها الاستاذة سعاد لطفي فعاليات الدورة الثانية لملتقى «مانعة» للفنون و الاداب لتكريم هذا المبدع وذلك خلال تنظيم هذه التظاهرة من 19 الى 21 مارس الجاري والتي تندرج في اطار البرنامجين الوطنيين «مدن الفنون» و«مدن الكتاب والآداب» وتنتظم تحت اشراف وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية القيروان.
يفتتح الملتقى بمعرض كتب وصور تخلد مسيرة الراحل المحتفى به فتنظيم ندوة فكرية برئاسة الدكتورة العكري البلطي لتقديم مؤلفات المرحوم مصطفى الفيلالي ومن خلال مداخلة للأستاذ عمر شرميطي المدير العام السابق للمعهد الوطني للبحوث الزراعية بعنوان «شاهد على العصر» فقراءة في رواية «مانعة من أيام قرية الجبل» وهي رواية للمرحوم صدرت عن دار الجنوب للنشر من قبل الاستاذ عبد المجيد فرحات ليقدّم إثر ذلك الباحث الاستاذ الناصر بوعزة مداخلة بعنوان «قلق الأبنية ومخاتلاتها في رواية أم حامد» لمصطفى الفيلالي ثم تنتظم على شرف ضيوف الملتقى زيارة استطلاعية لكل من مقام السيدة «مانعة» والمعهد الثانوي «مصطفي الفيلالي».
ويوم 20 مارس الجاري ينتظم حفل لامضاء و تقديم عدد من الاصدارات الجديدة وهي «اصحاح الروح» لأمينة زريق و«مواعيد النوارس» لراضية بصيلة و«القطرة و الحذاء» لعبد المجيد فرحات و«حفر في أروقة الذاكرة» لعلي العتيري فتقديم عرض موسيقي لفرقة الراشدية بالقيروان
ويختتم الملتقى يوم 21 مارس الجاري بتنظيم مجموعة من الورشات المفتوحة في المطالعة والرسم والبراعات اليدوية فعرض مسرحي للأطفال .
جدير بالذكر أن «مانعة» هي قرية من منطقة سيدي علي بن نصرالله سميت على اسم وليّة صالحة عرفت بقراءتها للقرآن وكانت محل زاوية لتدريس القرآن بمنطقة عالقة بسفح جبل شرحبيل ذات البنيان المرصوص والحقول الخضراء الجميلة والروابي والنخل الباسق والكهوف الأثرية وذات المداخل الثلاثة وعن هذه المدينة كتب الراحل الدكتور توفيق بكار في تقديمه لرواية الفقيد الاستاذ مصطفى الفيلالي «مانعة من ايام قرية الجبل» «هي قرية من قرانا فيما يلي القيروان عالقة بسفح جبل اصخر، جبل شرحبيل نراها اول ما نراها في فاتحة القصة و قد اطلت علينا من عاليها على أحد أبنائها يعود اليها من العاصمة بمناسبة وسيارة الاجرة تقترب منها فاذا مطلعها اليف لدينا كأننا نعرفها منذ أمد»ويضيف»سيدي مصطفى غادر نصرالله للدراسة ولكن ظلت المدينة تسكنه فلم ينس دخان البخور المنبعث من مقام للة مانعة و هو يلون ليالي المدينة، والده من اسرة المحراث وجده كان فلاحا تعلم شموخ الشمس قبل قراءة الكتب من وسط ثقل ايام قرية الفلايلية خرج معلنا تمرده على جهل العقول و خمولها و كأنه قد ولد بفعل إقرأ، فلما اشتد عوده كان اول سبب جلبه للمدينة هو المعهد
الثانوي ليراهن من خلاله على العقول قبل البطون لذلك لم يجلب كما قال لي ذات جلسة معه معملا يكرس الاستهلاك بل راهن على العقول التي تسكن الصدور لانه يعلم جيدا انها لا تعمى العيون و لكن تعمى الابصار التي في الصدور..و سيدي مصطفى كما كنت أناديه وسأظل كذلك كان وفيا لقريته حتى و ان كان هذا الوفاء عن بعد في عديد المرات و كلما إلتقيته في منزله كان يبادرني بعد التحية بالسؤال عن بر جلاص و كلما تدخل عليه تجده متأبطا لكتاب يجلس بين الكتب يشتهي رائحتها و يلتهم ما بداخلها و تجده و هو اول وزير للفلاحة بالبلاد التونسية يحرث ارض بلاده التي حررها من الاحباس بالحرف و مشتقاته كان يجسد وصف صديقه الراحل الاديب محمود المسعدي».