يجب القول إنّ المجلّة لم تستطع دوما احترام المواعيد وأحيانا تصدر متأخّرة. أمّا المشرف عليها فهو الجمعية التونسية لصيانة المتاحف و المعالم الأثرية: «تراث ورعاية».
تهتم المجلة بالتعريف بالتراث الوطني وبالشأن الثقافي في البلاد بصفة عامة. كذلك، هي تعتني بكلّ الإشكالات التي لها صلة بالفكر وبالموروث وبالثقافة. في المجلّة، سعينا الى توسيع رقعة النظر وفيها، كما ترى، اهتمامات متنوّعة وتعتني بما يدور في البلاد من شؤون تاريخيّة ومن إبداع ومن تراث عامّ.
هل من توضيح لأهداف المجلة؟
إن هدف المجلة هو التعريف بأهمية التراث التونسي والمساهمة في إضافة الجديد في مجال التاريخ والتراث المادي واللامادي. ثم جعلنا من المجلّة فضاء للباحثين وللطلاب لنشر ما لهم من بحوث ولتقاسم ما كان لهم من هموم وتطلّعات. فهي كما ارتأينا سجل للنظر في التاريخ التونسيّ وأداة لمدّ القرّاء بما كان من أطوار والتعريف بما كان من حضارة وبما جمّع من معلومات.
المجلّات الورقيّة باهظة الثمن وأعداد القراء هزيلة فكيف تمول المجلة ومن أين مواردها؟
صحيح، في زمن الإعلامية والانترنات، المجلات الورقية هي اليوم في عسر ماليّ شديد. هذا الكلّ يعلمه. لذلك، قمنا بنشر نسخ رقمية على موقعنا الالكتروني (www.association-tourath.org) أما بالنسبة للنسخ الورقية فهذه توزع في كامل الجمهورية. ونواجه اليوم في البيع عسرا كثيرا. في حقيقة الأمر تواجه المجلّة عدة صعوبات من حيث التمويل وتمنّينا أن تعاضد سعينا وزارة الشؤون الثقافية ووزارة السياحة والصناعات التقليدية، سواء في إطار المنح المقدمة للجمعيات أو فقط باقتناء أعداد من المجلة...
هل من تعريف لأهمّ المضامين التي تناولتها المجلّة؟
أصدرت المجلّة إلى اليوم 10 أعداد. كلّ عدد، ضمّ محورا أساسيّا له صلة بالتراث وما فيه من جماليّة ومن إبداع مادّي وغير مادّيّ. في كلّ عدد، سلّطنا الأضواء على منطقة بعينها وعرّفنا بموروثها وما كان يدور فيها من تقاليد ومن عادات. في العدد الأوّل نظرنا في إرث قرطاج ومررنا بمتحف باردو وغيره من المواقع الأثرية التونسية. ونظرنا في العدد الثالث في الزوايا و الحرف الخزفية بسجنان. في العدد الرابع، سعينا الى التعريف بالمعالم الدينية مثل جامع الزيتونة والمحراب الأغلبي و»الرقود السبعة» بشنني وما كان من حرف بفندق الحدادين. وحتّى لا أطيل، في العدد العاشر الأخير، كتبنا حول جـربـه وما عاشته الجزيرة من تاريخ خصوصيّ. أمّا العدد القادم فسوف نخصّصه للجنوب.
سؤال أخير: أنت خبير محاسب ولا علاقة لك بالتراث ولا بالإبداع، فما الذي دفعك إلى مثل هذا الباب؟
التراث، يا سيّدي، هو الحاضنة التاريخية للمجتمع وهو المؤسّس للهوية الإنسانية, أنا بصفتي خبير محاسب ومستشار لعدّة شركات اقتصاديّة، لست مادّة خامّا. حياتي ليست حسابات وجداول وأرقاما. ككلّ البشر، أنا أحمل حسّا وتشكّلي يعود الى ما كان من معالم ومن عادات. أنا وليد هذه البيئة، أنا نتاج هذا المخاض التاريخيّ. الانسان روح ومادّة. ليحيا، عليه التوفيق بين ما يحمل من مادّيّ ولامادّيّ... كذلك وتبعا لوظيفتي، عليّ أن أسعى إلى الربط بين عالم المال والأعمال وما في النفس من خيال ووجدان. المال والابداع متكاملان. هما وجهان لعملة واحدة... انظر في ما جاء في المجلّة من صور ومن جماليّة ومن مقالات. أنظر ولسوف ترى كيف سعينا الى الربط بين الحاضر وما فات... أرجو أن يلقى القرّاء في ذات الآن، صدى لما يشدّ الانسان من هموم وحياة وما يرفعه الى الأعلى، الى ما وراء السموات. أرجو أن يلقى القرّاء في الجمع بين اللحظة هذه وما كان في غابر الزمان متعة وتبيّنا ومؤانسة. ذكرى، رجع للصدى، تعلّم الانسان، تدفعه الى الأمام. ذاك هو الهدف من إصدار مجلّة «تراث وإبداع».