عن العام الذي سبقه وذلك عائد الى صدور كتب جاذبة للقراء وتخاطب عقولهم وحاجاتهم وفضولهم المعرفي.من بين الكتب التي لاقت رواجا في المعرض ، كتاب «الرسائل المغربية» للدكتور سامي كليب والدكتور فيصل جلول وهو كتاب مشترك مع مجموعة من الكتاب والمفكرين المعروفين من بينهم الامير شكيب ارسلان الذي تحدث عن الثقاقة العربية والفرنسية في المغرب والشاعر الكبير ادونيس الذي اعاد نشر قصيدة حول فاس ومراكش. والمؤرخ اللبناني الشهير امين الريحاني وقد اعاد «كليب» و»جلول» نشر احد نصوصه عن مدينة شفشاون التي بناها المهاجرون من غرناطة بعد سقوطها. هذا بالاضافة الى دراسة مكثفة للدكتور عادل خليفة عن علاقة ابن رشد بالمنصور احد اهم سلاطين دولة الموحدين واخيرا في هذا القسم نشير الى دراسة اجراها الصحافي السعودي طارق زيدان حول بني هلال الذين يعتبرون جسرا بين المشرق والمغرب العربيين.
والرسائل المغربية يحتوي على مجموعة من النصوص حول 13 مدينة من مدن المغرب الاقصى من شماله حتى جنوبه مرورا بالوسط ، وقعها كل من سامي كليب(لبنان ) وفاضل الربيعي(العراق) وحسن حمادة(لبنان) ونوال الحوار(سوريا ) ونايلة ناصر(لبنان) وتوفيق مجيد(تونس) وحسن المطروشي(سلطنة عمان) وعبدالعزيز بن سلمة ( السعودية) وجلول صديقي(الجزائر) ورانا ابي جمعة(لبنان) ولويزة ناظور(الجزائر) عبدالله ولد محمدي( موريتانيا) وهاني شيخ يوسف ( سوريا) وفيصل جلول( لبنان) وجعفر الهدي( البحرين )
تستحق نصوص الكتاب عرضا خاصا لكل منها نظرا لخصوصيتها وانبثاثها في معيش المدن المعنية وهنا نتوقف عشوائيا عند بعضها ونبدأ بنص الباحث العراقي فاضل الربيعي الذي تحدث عن مدينة القنيطرة وهو بحسب ما ذكر يعيش فيها والبارز في ها النص هو انحياز الكاتب لفقراء المدينة الذين يمدحهم ويتحدث عن فضائلهم ويغوص في علاقاتهم الاجتماعية ومن الباحث الربيعي نعرف ان مدينة القنيطرة هي باريس الصغيرة وتضم مئات المقاهي الى حد نتخيل ان اهلها لا يعيشون في بيوتهم .
ونغوص مع الدكتور عبدالعزيز بن سلمه في عمران مدينة تطوان واجتماعها ووجوهها الثقافية والانسانية العريقة وموقعها التاريخي في الحركة الوطنية المغربية ضد الاستعمار . ونذهب مع الاعلامي التونسي المعروف توفيق مجيد الى ليل اغادير الصاخب الذي تحاول المدينة بواسطته طي صفحة الزلزال الذي دمر اغادير القديمة وقتل الالاف من اهلها خلال ثوان معدودات ومن اغادير الى وجدة المحاذية للجزائر التي يرسم موقعها الباحث جلول صديقي في فضاء متكامل عابر للحدود ويخبرنا عن موقعها المركزي في الحركة الصوفية.
ونرحل مع نايلة ناصر الى طنجة وفيها تروي الكاتبة اللبنانية حكايتها مع المدينة ومن بينها حكاية صبيه تتامل يوميا في البحر الذي حمل حبيبها الى اسبانيا منذ عام ونصف العام ومن بعد لا خبر عنه وهي تظن انها بقدومها الى هذا المكان ترسل إليه افكارها عله يتذكرها ويعود او على الاقل يفصح عما وقع له.
يمكننا ان نواصل على هذا المنوال لنشمل كل النصوص غيرانناسنتوقف هنا وكلنا يقين بان ما لم نذكره عن النصوص الاخرى هو من نفس طينةالمذكور في هذا العرض إن لم يكن أهم.
«الرسائل المغربية « كتاب تحلو معه القراءة والاطلاع.