توجهنا بالسؤال إلى أحد الموقعين عليها الأستاذ النوري عبيد مدير دار محمد علي للنشر للإستفسار حول الغاية من توجيه هذه الرسالة في هذا الظرف بالذات فأجاب بالتصريح التالي:
«كان الدافع الأول من هذه الرسالة هو شعورنا بالتهميش الكبير الذي وقع للناشرين في حضور هذه التظاهرة الكبيرة و الهامة و التي يخصص فيها معرض «جنيف للكتاب» 650 مترا مربعا للكتاب التونسي ، فالناشرون لم يكن لهم رأي و لم يستشاروا بجدية لا في الإعداد و لا في التصور و لا في الحضور في حين أن الأمر يهم الكتاب و النشر في تونس و شعار مشاركة الكتاب التونسي في هذه التظاهرة كان بعنوان مكتشفات الثورة و ما هو بديهي أننا سنتحدث عن هذه المكتشفات من خلال ما أنجزه الناشرون والمؤلفون من كتب و/ أو المساهمة في كل ما هو إبداع و دراسة و إستشراف و أعمال مدة الخمس سنوات الأخيرة و لكن العكس هو ما وقع أولا من حيث المضامين والمداخلات حيث وجدنا أن المضامين المطروحة في الندوات لا علاقة لها بما نشر حول المواضيع المطروحة و منها ما هو غريب عن معرض الكتاب و على سبيل المثال لا الحصر : ورشة صناعة الخزف ( التناوب الثلاثي الزراعي ) وهذا حسب رأيي إهمال لدور الكتاب حتى في التعريف بتونس و سياحتها و ثانيا من حيث الأشخاص المدعوين لا نعرف ما هي المعايير التي وقع بها اختيارهم فالأكيد أنه لا علاقة لأغلبهم بالنشر رغم أهميتهم و بما نشر و حتى و إن كان للبعض دور هام مثل الدكتورة ألفة يوسف في النشر فإن ناشرها لم يكن على علم و دراية بالموضوع ، ثالثا وقع إعطاء أهمية خاصة لمؤسسة النشر الحكومية مثل المكتبة الوطنية ، معهد الموسيقى العربية ، معهد حماية التراث المركز الوطني للترجمة ونستطيع أن نقول أنه وقع إهمال كامل لدور النشر الخاصة والفاعلة في تونس سواء من حيث المساحة المخصصة (مائة متر مربع على 650 متر مربع) أو على مستوى تثمين المؤلفات والمؤلفين الذين نالوا عناية و إستحقاق كامل مدة الخمس سنوات الأخيرة و نالوا الجوائز المحلية والوطنية و العالمية .
• ماذا تطرحون على وزارة الثقافة؟
لومنا الكبير على الوزارة أنها لا تعطي أهمية للنشر ولا تعطي القيمة اللازمة للناشرين كما نلوها على سياسة الكتاب الغائبة حيث أن الحكومة مازالت تعتبر النشر حكوميا أو لا يكون لذلك أكدنا في آخر الرسالة الموجهة لوزيرة الثقافة على أنه «حان الوقت لإعادة الإعتبار لمهمتنا كجزء لا يتجزأ من النسيج الثقافي العام وخلق سياسة نشر جديدة تليق بالكتاب وتثمن الناشر فاعلا ومستثمرا ثقافيا».