عاشت خلالها قرية سدّادة الجريد من معتمدية دقاش في ولاية توزر - وهو الاسم القديم لمنطقة بوهلال - على وقع جملة من الأنشطة الثقافية والتجارية والسياحية حولت القرية الهادئة الى وجهة للمئات لمتابعة المهرجان وزيارة مقام « الولي سيدي بوهلال السدادي».
وسعت هيئة المهرجان الى تنويع الفقرات المتراوحة بين التنشيط بالفرق الصوفية والفلكلورية والمعارض التجارية ومعارض الصناعات التقليدية والندوات والسهرات الفنية لأجل التعريف بتراث المنطقة وخاصة التراث الديني والثقافي منه وكذلك للانفتاح على الدول المجاورة باستضافة فرقة « مرزق » الليبية ومجموعة من الفرسان من ليبيا وفرقة من الجزائر وفرقة من اليابان.
ويساهم المهرجان وفق مديره الحبيب الزاوي في دفع الحركة الاقتصادية بالمنطقة وتأثبث المشهد الثقافي وخلق منتوج سياحي بديل من خلال التعريف بموقع سيدي بوهلال كفضاء مستقطب للاستثمارات السيلحية على المستويين الوطني والدولي لا سيما وأنه شهد في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي تصوير مشاهد من أفلام عالمية أبرزها حرب النجوم والمريض الانقليزي والجندي المجهول.
وبهدف التعريف بتاريخ المنطقة قدم المهرجان في يومه الثالث عرضا فرجويا بعنوان «ملحمة سدّادة» وهو عرض يروي حقبة تاريخية للمنطقة زمن حكم عثمان داي السلطان العثماني على تونس وخوضه حربا ضد القرية وإبادة أهلها وتحطيم القلعة بعد رفضها دفع الجزية للسلطان العثماني كما يروي العرض فترات الازدهار التي عاشتها، وشارك في الملحمة نحو ستين ممثلا ومجموعة من الفرسان وقد كتب نصه الحبيب الزاوي وأخرجه العربي الهادفي.
ويشكو المهرجان وفق عضو الهيئة المديرة محمد الزاوي من ضعف الإمكانيات لاسيما في غياب دعم وزارة السياحة والاكتفاء بدعم وزارة الشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية بتوزر. وتم رغم ذلك تقديم برنامج متنوع حرصت من خلاله الهيئة على الاستجابة إلى جميع الأذواق مشيرا الى أن المهرجان يعمل على الارتقاء بالذوق الفني ويدفع شباب المنطقة الى الاهتمام بتراث منطقتهم وبالعمل الثقافي.
وكانت قرية بوهلال تسمى سابقا « سدّادة الجريد » لموقعها بالقرب من شط الجريد وتوليها صد الغزاة والمحاربين عن كامل منطقة الجريد وتحتفل القرية التي تضم حاليا أكثر من ستة آلاف ساكن منذ مئات السنين بوليها الصالح سيدي بوهلال فتتحول القرية في موعد سنوي الى مقام الولي الموجود على سفح جبل بوهلال للاحتفال واعداد الاكلات وإقامة الولائم على شرف ضيوف المنطقة.