ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي بدولة الامارات الذي ينتظم من 13 إلى 17 ديسمبر الجاري بمشاركة عدد هام من المسرحيات العربية من دول مصر وموريطانيا وعمان والامارات العربية المتحدة وغيرها.
ملحمة «خضراء» التي يشارك في آداء أدوارها عدد من نجوم الدراما والمسرح على غرار دليلة مفتاحي وصلاح مصدق ونور الدين العياري وكمال العلاوي ونادرة لملوم وصالح الجدي وسهام مصدق وعبد اللطيف بوعلاق ومحمد توفيق الخلفاوي وبلقاسم بلحاج ومحمد بوبكر وشيماء توجان و بسام بنحمادي الذي أخرج وكتب سيناريو العرض الفني «صهيل» الذي عرض مؤخرا في افتتاح فعاليات الدورة 35 للمهرجان الدولي للتمور.
وهذه الملحمة الفنية التي ستمثّل تونس في هذا المهرجان الخاص بالفن الرابع هي عمل فني جاء في شكل فسيفساء تحاكي السيرة الهلالية في صياغة شعرية لحاتم الغرياني واعادة صياغة للشاعر بشير عبد العظيم ومن خلال نص تراثي تتخلله مجموعة من الآغاني في آداء للفنان لطفي بوشناق وعبر موسيقى تصويرية لرضا بنمنصور يتقاطع فيه الملحمي بالشعبي وتختزل فيه كل الأجناس الفنية والإبداعية بدءا بكتاب «الجازية الهلالية « الذي قدم فيه هذه السيرة لمحمد المرزوقي وصولا إلى ما صاغه وجمعه الشاعر المصري الراحل عبد الرحمان الابنودي من أناشيد وأهازيج وحكايات شعبية عن هذه الملحمة تم تناوله بطرائق مختلفة وعديدة.
ويشارك في هذا العرض الموسيقي الملحمي المتكامل عدد هام من الفنانين من موسيقيين وممثلين يبلغ عددهم حوالي 500 فرد أثثوا عملا فرجويا ضخما وملحميا وهو بمثابة رحلة في تفاصيل الحياة البدوية تعيد إلى الأذهان سير الأجداد وبطولاتهم وقيم الشهامة والأنفة التي يتميزون بها خاصة خلال مرحلة قدوم بني هلال الى افريقية واستقرارهم فيها وقد اجتهد المخرج في حسن اخراج هذا العمل والقيام خاصة بعملية إسقاط لوقائع الماضي على ما يقع اليوم من أحداث آنية حيث تدور أحداث الملحمة في زمن عاش فيه أهالي البلاد التونسية حالة من الرعب والبؤس الذي استشرى بصفة ملحوظة جراء سطوة حكم خليفة الزناتي وجبروته ويكون قدوم بني هلال للإقامة بأرضهم حدثا كبيرا فيخيرهم الحاكم بين الجباية أو المغادرة وإزاء رفضهم لهذه الشروط، يغير عليهم جنوده ويسلبونهم إبلهم ومواشيهم ويتم اسر أبي زيد الهلالي وهو ما فتح الباب أمام نشوب معركة حامية الوطيس لإنقاذ بطل القبيلة واسترجاع شرفها المهدور لتنتهي الملحمة بهزيمة الزناتي وانتهاء عهد الظلم فتستعيد الأرض خصوبتها بعد أن كانت جرداء قاحلة وتغدو خضراء يانعة.