مستوى مساهمته في الفعل الثقافي والتنمية المحلية ذات الصلة بالمجال البيئي وفي هذا الإطار تتنزّل بعض المبادرات الجمعياتية المهمّة على غرار الدور الهام الذي تقوم به جمعية «كيفاش» التي تتخذ من جهة الناظور بولاية زغوان مقرّا لها والتي كانت من بين الجمعيات المنتفعة بدعم المشروع الثقافي»تفنّن» من خلال مبادراتها الثقافية منذ تأسيسها سنة 2015 .
وللتعريف بهذه المبادرات الثقافية إلتقينا بالمديرة التنفيذية لهذه الجمعية ذات الطابع المؤسساتي سالمة الهبي وهي ابنة الوسط السينمائي حيث سبق لها ان كانت العنصر الفاعل في فيلمين تونسيين فهي سكريبت شريط «بنزين» المتوّج خلال شهر أكتوبر الماضي بجائزة أفضل ممثّل في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد وهو من إخراج سارة عبيدي وانتاج شركة سينرجي للإنتاج لصاحبها علي بن عبد الله وهو شريط روائي يمتد على 90 دقيقة وأنتج بدعم من المركز الوطني للسينما والصورة بتونس والصندوق العربي للفنون والثقافة «افاق» والمنظمة الدولية للفرنكوفونية وفيلم» كتابة على الثلج « الذي عرض في حفل افتتاح ايام قرطاج السينمائية لسنة 2017.
«كيفاش» الثقافة مطية للتعريف بقيم المواطنة
في هذا اللقاء قدّمت ضيفتنا ملخّصا لبرامج جمعية مؤسسة كيفاش وخاصة مشروعها الرائد «كرنفال الألوان» الذي اعتبرت أن يسعى إلى تعزيز معرفة أطفال ومراهقي الأحياء المهمشة في ولاية زغوان بالمفاهيم و القيم و المبادئ الجوهرية للمواطنة و الديمقراطية و تطوير حسهم الإبداعي لمجابهة الإرهاب بالجهة»وهو مشروع انطلق في شهر سبتمبر من السنة الماضية وتواصل الى حدود شهر سبتمبر من السنة الحالية حيث تم اختتامه بعد ان استهدف فئة الاطفال بالأحياء الأقل حظا في التنمية وهو مشروع ممول من الاتحاد الاروبي وبالشراكة مع المعاهد الوطنية الثقافية للاتحاد الاروبي و ينفذه المركز الثقافي البريطاني بتونس وقد تم تنفيذ البرنامج على المستوى الجهوي بالتعاون مع المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية و التربية و المرأة والاسرة والطفولة بولاية زغوان و جمعية مسار للتنمية الثقافية وواكب تظاهرات هذا المشروع عدد هام من الاطفال ممّن تتراوح أعمارهم بين 5 و 14 سنة .
السينما والفن التشيكي في خدمة قيم الديمقراطية
وتمثّلت أنشطة هذا المشروع حسب مديرته التنفيذية في تنشيط شوارع عدد من مدن ولاية زغوان وتنظيم ورشات تفاعلية حول المواطنة والديمقراطية وتنظيم ورشات تكوينية في الفنون التشكيلية وتزيين جدران عدد من الأحياء السكنية كما قامت الجمعية بتكوين سينمائي و فني لـ 849 طفلا ومراهقا و شابا من ولاية زغوان ومن خلال ورشات تكوينية في السينما والفنون البصرية ليستهدف برامج «فضاء الألوان» 20 طفلا من الأحياء المهمشة في قرية الناظور واستهدف برنامج «تروكار زغوان» 60 شابا كما تم إنتاج 6 أفلام قصيرة جدا في اطار البرنامج سالف الذكر الى جانب مجموعة من الجداريات الفنية في إطار برنامج كرنفال الألوان و إنتاج 9 جداريات فنية في إطار برنامج «ايجا صور» كما شاركت الأفلام المنتجة بمهرجان «دقيقة سين اين» وفاز فيلم منها وهو بعنوان «دودان» بالجائزة الثانية في هذا المهرجان.
55 منطقة و 1600 طفل هم الفئة المستهدفة
وأضافت محدثتنا ان المشروع استهدف في مجموعه العام 1600 طفل و هو رقم تجاوز حسب تصريحها ما كان منتظرا ليشمل 55 منطقة من الولاية بين مدن و أرياف ومنها حي الشهيد بمنطقة حمام الزريبة حمام وقرية الخضراء بمعتمدية صواف والمدرسة الابتدائية الدغافلة حيث قام الاطفال المشاركون بانتاج 55 جدارية فنية بتأطير مكونين في الفنون التشكيلية
كما أشارت محدثتنا الى ان الجمعية انطلقت بداية من شهر سبتمبر الماضي في استئناف نشاط فضاء «ألوان» ضمن برنامج مستقل للجمعية وهو فضاء تدريب فني مخصص لأطفال قرية الناظور ومن خلال عدد من النوادي التنشيطية التي تستهدف بالتكوين والتأطير الاطفال ممّن تتراوح اعمارهم بين 5 و15 سنة وهي نادي «نتواصل بالفرنسية» من تنشيط الاستاذة فاطمة بن سالم ونادي «نتواصل بالانقليزية» من تنشيط الاستاذة ايمان عرضاوي و«نادي الحساب» و«نادي الفنون البصرية» من تنشيط الاستاذ محمد زيد و«نادي الخط العربي» وهو من تنشيط مشترك الى جانب «نادي السينمائي الصغير».