وسط حضور جمهور مكثف انطلقت فقرات اليوم الختامي بتقديم مجموعات من المشاركين في الورشات تحت تأطير كل من جليلة بن يحي وعبد المجيد بن عبد الله ،لوحات مسرحية متنوعة غاصت في مواضيع عدة ليكون الموعد مع عرض «عروق الرمل» للكوريغرافي حافظ زليط مع مجموعة من الشباب جلهم اصيلي جهة قابس ، وهي تجربة إبداعية جديدة لزليط حيث استاثرت الصحراء باهتمام كبير في هذا العرض، كما استأثر الحيوان بمكانة واضحة، كذلك علاقة الانسان بالانسان، والعلاقة بين الطبيعة والثقافة، حضرت بقوة في صميم العرض بمختلف تجلياتها..
بالشباب الواعي المثقف المبدع ، فالمسرح بخير..
قبل الاعلان عن النتائج النهائية للدورة من قبل لجنة التحكيم ،كان الموعد مع تكريم المشاركين في الورشات الثلاثة : التقنيات الركحية من تاطير الاستاذ شهاب الحذيري، ورشة الارتجال تاطير الاستاذ نبيل الشاهد وورشة الممثل/المتممات الركحية تحت ادارة الاستاذة هدى بن عمر.. ورشات شهدت اقبالا لافتا من الشباب ..وقد اكد المسرحي نبيل الشاهد انها طاقات شابة تحتاج الى التوجيه الواعي الجيد والمسؤول..وانه بالشباب الواعي المثقف المبدع، فالمسرح بخير..
تحصلت على جائزة العمل المتكامل لهذه الدورة بعد حجب جائزة أحسن ممثل، الجمعية التونسية لمساعدة الصم فرع دوز عن عملها المسرحي «هوية»، دراماتورجيا واخراج: مكرم السنهوري، سينوغرافيا: شرف الدين بنعلي ونص شكل صرخة ضد الحرب و ضد التهجير عن رواية «الدفتر الكبير» للكاتبة السويسرية من أصل مجري «أغوتا كريستوف».. عمل قام على أجساد حرة مبدعة انتصرت على الكلمات بفن الإيماء وإلاشارات..
«الصحافي»: استنطاق للماضي لقراءة الواقع..
العروض امتدت طيلة ايام المهرجان وراوحت بين الاعمال المسرحية الهاوية والمحترفة حيث شكل الافتتاح استثناء مقارنة بالدورات السابقة باعتبار ان العمل محلي مائة بالمائة نصا واخراجا وممثلين... «الصحافي» نص عبد الباسط الشاوش واخراج احمد عتيقة والممثلون جليلة بن يحي وهاجر سعيد وعبد المجيد بن عبد الله وعبد الحي مجيد واضاءة لاسماعيل الحفصي وانتاج موسيقي عربان عمري وسينوغرافيا لمحمد امين حمودة وكوريغرافيا لحافظ زليط ... عرض كان بمثابة استنظاق للماضي لقراءة الواقع وكانت المسرحية عبارة عن لوحاتٍ شديدةُ الجمال.. لوحة تقدم الاخرى واحداث تتوالد، فاستحضرت بداية الزمن الجميل البعيد والقريب بكل ابعاده وصل حد التخمر ليعود ويصطدم بالحاضرمن جمود واستسلام وغياب المصداقية والثقافة المهترئة وبحث عن الهوية..واقع لما بعد 14 جانفي 2011 حيث رفض السجين الانخراط في اللعبة و الخروج من السجن معتبرا الثورة خدعة ليتحول السجان الى سجين كما انتصر الصحافي الى قلمه وحريته رغم المغريات .. نص مسرحي حمل الكثير من الأفكار الجديدة التي تعكس واقع الحياة المعيش وانسدادا للافق..
لكن ذلك لا يدفن رغبة الحياة والامل في تغيير جسدته اللوحة الاخيرة واضاءة للفوانيس ..الامل ربما في الجيل القادم.. نص طوعه المخرج احمد عتيقة عبر رؤية قدمها بلبوس فني مقنع من حيث تظافر عناصر العمل من ديكور وإضاءة ومؤثرات صوتية وأداء متميز للممثلين ..
دورة فتحت نافذة من الامل في واقع مسرحي محلي قد يكون مغايرا تمثل خاصة في مشاركة كبيرة للشباب في الورشات وحضورهم وتفاعلهم مع عدد من العروض بالاضافة لحرص المنظمين باعتبار جلهم من الفاعلين المسرحيين على العمل من أجل تطوير المهرجان ونشر الثقافة المسرحية بالجهة ..لننتظر ..