الجمعيّة التونسية للتربية والثقافة برئاسة الأستاذ رضا الكشتبان بالاشتراك مع المندوبية الجهويّة للتربية بأريانة لقاء شعاره: المربّي إنسانا ومعلّما ومبدعا دعت فيه جميع أسلاك التربية في الجهة.
لبّى الدعوة عدد محترم من الذّوات الفاعلة في المجال التربوي فحضر جامعيّون ومنهما الأستاذان العالمان: الدكتور حمادي صمّود أستاذ نظريات الأدب وعلوم تحليل الخطاب والفكر البلاغي قديما وحديثا والدكتور العالم اللساني الجليل الأستاذ محمد صلاح الدين الشريف أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسيّة بوصفهما ضيفا شرف للتكريم، كما حضر السيد المدير العام للمرحلة الابتدائية المتفقد العام الخبير كمال الحجّام والسيّدة دلندة المباركي المندوب الجهوي للتربية بأريانة والسيّدة والسادة عايدة الفرشيشي وشكري الجميعي ونورالدين البيّولي بوصفهم متفقدين أّوّل للتعليم الثانوي وحضرعدد محترم من السادة الأساتذة والمعلّمين المباشرين والمتقاعدين...
ودار اللقاء في جوّ بهيج احتفل فيه الحضور بالقيم الرمزيّة والاعتباريّة لصفة المربّي... ومن الأفكار الجوهريّة التي شاعت بين الحضور ما تفضّل به الأساتذة المحاضرون من إعادة بناء لدلالات المربّي في سياق ما يجدّ في الوطن من تحوّلات ما عادت تستوفيه المعاني القديمة الساكنة فيه حول وظيفة المربّي مستوعبة لما تقتضيه هذه الرسالة من عمق وقيم. وقد أشارالدكتور حمادي صمّود إلى اقتران صفة المربي بدلالة الزيادة في العلم والبناء وحذّر من خطاب الشكوى وجلد الذات بتحويل هذه الصفة إلى حرفة شقاء فقال إنّما تقتضي هذه الرسالة اتساعا في خزّان الحبّ وعيشا بفكرة المتصوّفة حتى يقوى فيها المعلّم على فعل البناء.
وأشار الدكتورمحمّد صلاح الدين الشريف إلى أنّ المعلّم صانعا للقيمة وحارسها الأوحد عبر التاريخ وأنّ الباعث على التصالح مع صعوبات أداء هذه الرسالة إنما هو الدور الوطني الصادق الذي يناط بالمعلّم حتى يبنيَ عقلا وذاتا وإنسانا يصبر من خلال سموّ هذه الأهداف على ما يكون من جحود أو خذلان... وأشار المتفقد شكري الجميعي إلى أنّ صفة المربّي معقودة على قيم تنتشر دلالاتها التي لا حصر لها ولا يعود الأمر في دلالات صفة المربّي إلى حراسة القيم وبنائها فحسب وإنّما في صناعة المعنى وبناء الذوات والعقول وإنتاج الوعي العلمي بالقضايا وتنزيلها في كليات ومعان جامعة تقوى بها الذوات المتعلّمة على وعي العالم والفعل فيه لتغييره دوما نحو غد أفضل.
وختم الأستاذ رضا الكشتبان اللقاء بدعوة عدد من الحضور إلى إلقاء قصائد ونصوص إبداعيّة طوّحت في الخيال والتخييل حتى عادت النفوس من الاجتماع غانمة من كثافة الذكرى وكثير من الطاقة وخزّان من العواطف الصادقة التي انتهى إليها فعلا التكريم: تكريم القيمة والمعنى من خلال تكريم المرّبين.