بمعهد تونس للترجمة: اختتام ندوة «ترجمة مصطلحات الفنون»

اختتمت امس الجمعة فعاليات الندوة الدولية التي نظمها المعهد تونس للترجمة حول «ترجمة مصطلحات الفنون»

والتي استضافت محاضرين من تونس ومن بلدان عربية منها مصر والمغرب ولبنان و اجنبية منها الولايات المتحدة الامريكية.

وبعد ان تناول المحاضرون في اليوم الاول محور «من كل شيء بطرف» والمصطلح المسرحي بين التعريب والترجمة والتطبيق وتقديم مقترحات ترجمة المصطلحات المسرحية عند ادباء الرحلة بتونس في القرن التاسع عشر وبعدها تم تقديم قراءة في الترجمات العربية الحديثة لكتاب ارسطو «فن الشعر» والتي شفعت بنقاشات ثرية.
اهتمت جلسات اليوم الثاني بمصطلحات الفنون التشكيلية، وقد حاضر فيها كل من الدكتورة ناليدا نصار من جامعة تافتس التجريبية بالولايات المتحدة الامريكية حول «تمثلات الجنة في الفن الاسلامي، بين القراءة النصية والمجازية» والدكتور ناصر بن الشيخ أستاذ فخري في علوم وتقنيات الفنون حول «التعريب ليس ترجمة: المصطلحات الخاصة بالمجال الفني نموذجا» والدكتور شربل داغر من جامعة البلمند بلبنان حول «الترجمة بوصفها اشكالية كلية لا قطاعية».

• رسومات ومجسمات ومنمنمات الفن الاسلامي كنوز في المتاحف الغربية
• تحريم الرسم ساهم
في ازدهار الفن التشكيلي

تبين من خلال محاضرة الدكتورة ناليدا نصار ان تحريم الرسم والنحت والتصوير في فجر الاسلام خوفا مما قد توحي به من شرك وعودة إلى عبادة الاوثان وللاعتقاد بان هذه الفنون قد تمس بالعقيدة اكثر مما قد تبرزه من مكامن الجمال التي تبهج العين والروح وذلك لم يلحق ضررا جسيما بهذه الفنون التي لم يقطع معها المسلمون فوجدت وأن ذلك كان بصفة متفاوتة حيث ان النحت كان أبرز المتضررين (التماثيل) اما بقية الفنون التشكيلية فتواصل انتاجها في المخطوطات وفي السجاد والنسيج والخزف وفنون التطريز..وقالت ناليدا ان تحريم تجسيد الانسان والحيوان ورسمهما بالنسبة إلى المسلمين لعدة قرون جعل الفنانين المسلمين يرسمون دون اظهار ملامح الانسان وصوروا الجنة مثلا دون ان يرسموا الحوريات ورسموا سيدنا محمد على البراق وهو ملثم ورسموا الملائكة ورسموا للجنة بابا هو باب السلام لتكون الجنة بذلك حديقة مغلقة على اهلها» وأشارت ناليدا الى ان الفنون التشكيلية الاسلامية القديمة من رسومات ومجسمات ومنمنمات موجودة في المتاحف الغربية وهي في مرتبة الكنوز المحفوظة. كنوز يتعلمون منها وينهلون ويبنون على أسسها» ولاحظت أننا كعرب لا بد ان نشعر بالفخر والاعتزاز بفنوننا الاسلامية وبثرائها لأن لها خصائص وجماليات متفردة في خطوطها وألوانها.

موضوع شائك يتراكم دون حسم ولا خيارات
أما الشاعر اللبناني «شربل داغر» فقد تعرض في مداخلته الى موضوع الترجمة بوصفها إشكالية كلية لا قطاعية ، وقال ان هذا الموضوع بقي شائكا وظلّ يتراكم دون حسم ولا خيارات في كل الندوات التي تنظم من بلد الى آخر وانه منذ مشاركته في اول ندوة منذ عقود لم يجد تقدما في معالجة الاوجه المختلفة لهذه الاشكالية وخاصة سلطان اللغة بمعنى ان العرب يترجمون ويحسنون الترجمة ولكنهم لا يتمكنون من اشاعة هذه الترجمة لتصبح متداولة ومتفقا عليها خاصة في غياب مؤسسات وسياسات تحرص على ذاك. وأضاف داغر:»منذ ثلاثينيات القرن الماضي ظهر مترجمون ومن بينهم محمود احمد تيمور الذي قدم مقترحا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة وصدر له معجم الحضارة وضمن هذا المعجم يوجد مقترح لعدد من المصطلحات الخاصة بالفنون التشكيلية مثل «المنمنمة» و»الوضعة» و»المرسم» و»الرسم البارز». ونحن اليوم نحتاج الى جمع هذا الكم الهائل من الالفاظ الاصطلاحية الخاصة بالفنون والتي قد نجدها في الصحف يترجمها صحفيون ونقاد كما اتفق لهم».
وأشار داغر الى ان المترجم يكتشف أن للغة العربية عقل مدبر على خلاف بقية اللغات وهو الاشتقاق وتأسف لاننا في العالم العربي لا ندرس الفلسفة ولا الجمالية الا بمقدار حتى انها غير موجودة في اغلب جامعاتنا. وبيّن داغر ان بشر فارس اقترح سنة 1948 لفظ «منمنمة» واقرّه مجمع اللغة العربية و«النمنمة» هي الخط الدقيق والناعم اما هو فيقترح تعويضه بمصطلح «مزوّقة».

المصطلح لا يكون مصطلحا إلا اذا تم التوافق عليه
هذه المداخلات تبعتها حصة نقاش كان فيها الكثير من الحماس للمواقف ورفض الرسام عبد الحميد عمار مثلا اقتراح شربل داغر تعويض «منمنمة ب مزوّقة» لان «منمنمة» تعبر اكثر عن الجزئيات الصغيرة جدا التي يرسمها الفنان. ولاحظ له الدكتور محمد المديوني ايضا ان المصطلح لا يكون مصطلحا إلا اذا تم التوافق عليه وأصبح متداولا ودعا الى تجنب الاغراب في استعمال المصطلحات واستخدام المصطلح أحادي المعنى. وبين المديوني كيف ان اللغة العربية تبقى مستباحة في طريقة تدريسها والتعامل معها.
لاحظ الدكتور توفيق العلوي مدير عام معهد تونس للترجمة أنه توجد اجتهادات فردية لصناعة المصطلح ولكن وضع المصطلحات من اختصاص مؤسسات ومعاجم وهنالك مصطلحات تعيش في الكتب وأخرى استعملها الفنانون فتم تداولها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115