هذه الرواية لافتة وجاذبة للانتباه انطلاقا من العنوان (انوات) الذي يزخر بالإيحاءات والذي يحي على كثير من التأويلات.. كذلك هي لافتة من خلال تأليفها من قبل شخصين هما آمال مختار ومحمد القاضي وقد جاء في الصفحة الأخيرة ما يلي :
« هذه الرواية ثنائية الفكرة والقلم أنجزها المؤلفان آمال مختار ومحمد القاضي» وإن كانت «أنوات» رواية اشترك في تاليفها كاتبان..
فيبدو أن في ذلك رمزية وايحاء الى الثنائية التي نجدها في الكون وفي المخلوقات كالليل والنهار والشمس والقمر والسماء والارض والإنسان والحيوان والذكر والانثى وغيرها وفي دلك حكمة من الخالق في خلقه والرواية ايضا خلق وابتكار ..
«أنوات» رواية لها فاتحة اولى وثانية وثالثة ولها أيضا نهايات ثلاث جاء في الاولى ما يلي «حبيبتي وصلتني توا رسالتك الاخيرة وأنا في آخر الطريق اليك « رجاء افتحي الباب .. انا امام بيتك ..». وجاء تحت عنوان (النهاية الثانية ) ما يلي:
«حبيبتي حين وصلتي رسالتك الاخيرة كنت قد انهيت اجراءات الخروج من الفندق واعدت مفاتيح الغرفة الى موظف الاستقبال عازما على القدوم اليك .. وعندما بلغت الباب الرئيسي اقترب مني ثلاثة اشخاص كاني رايت احدهم سابقا وطلب منّي ان اصطحبه .. دفع بي مرافقاه في سيارة اسعاف واغلقا الباب .. ومن ظلام المقصورة اكتب اليك ..» أما النهاية الثالثة فكل ما جاء فيها هو التالي :
حبيبيتي .. كما ان الثورة تنتهي حين تصبح الدولة فان لامل يكف ان يكون حين يتحقق.. لذلك بدل أن تكوني نهاية شوقي فضلت ان تظلي املي الدائم وحلمي المستمر باللقاء بوما ما ..فهل اقول الى اللقاء ؟ ام اقول وداعا ؟ « مع اضافة ( تونس : سبتمبر 2015.. نوفمبر 2017 : امال مختار – محمد القاضي )
الحقيقة اني ما قرات رواية بقلمين ولكن ما شدني في هذه الرواية ( انوات ) اضافة الى علاقة الصداقة التي جمعتني بالمؤلفين هو عنوانها ولغتها الراقية واسلوبها الجذاب ونسيج حبكتها المحكم كأحسن ما يكون وهذا ليس بغريب على امال مختار التي حصدت عديد الجوائز عن كتاباتها في القصة والرواية وليس بغريب أيضا عن أستاذنا في كلية الاداب محمد القاضي والذي – وذاك اخر عهدي به – شد عصا الترحال الى المشرق العربي للتدريس في جامعاته منذ عقد من الزمن .
«أنوات» رواية اتت احداثها رجل واحد هو ادم ... وخمس من بنات حواء وهن : بتول – انيسا – اليسا – جلنار – ماريان – الخمس حبيبات قد يكن واحدة فقط وهي التي عبر عنها في اخر رسالة له اي لادم ب (روحه التائهة) وادم نفسه قد سبق لحبيبته ان كتبت له في سرية ( يا روح الروح يا ادم ..) واضافت في اخرى ( الى حبيبي الذي لم يعرفني ) وقد جاء في رسائلها امضاء اول ( حبيبتك فتاة الفندق) وامضاء ثان ( حبيبتك سمكة البحر ) .. المهم هو ان حتى اللقاءات التي جمعت بين الحبيبين يبدو أنها افتراضية.
الحقيقة اني لست ناقدا متمرسا ولكن كقارئ شدني هذا العمل الروائي ولاشك في انه سيشد أيضا كل متصفح ( أنوات ) ولاشك في أن من تعودوا النقد سيدلون بدلوهم لكشف اغوار هذه الرواية الممتعة حقا .