دورة الرهان على الفن والابداع بعيدا عن ثقافة العروض التجارية والاستهلاكية، دقة الحضارة والموسيقى ومهرجان يؤثث لثقافة بديلة بعيدا عن البهرج.
مهرجان دقة الذي افتتحت فعالياته بعرض تونسي الروح والتقديم مع فرقة الاوركسترا السمفوني لمعهد المنار بقيادة المايسترو فادي بن عثمان الذي قدم لجمهوره مجموعة من العروض التي لبت جلّ الاذواق، عروض جمعت المسرح و الفنون الغربية والموسيقى التقليدية الجزائرية وأنماطا مختلفة اختلاف اذواق الجماهير، في دقة لازال للجمهور لقاءان فنيان جد ممتعين الأول اليوم 4 أوت مع الزيارة الأنجح جماهيريا منذ أعوام والثاني يوم غد 5 أوت مع الديفا أمينة فاخت.
في مسرح دقة الاثري كان موعد أبناء تستور وما جاورها مع «يوما» وهو ثُنائِي مُوسيقِي أصدر سنة 2016 ألبوم «شورى» الّذي يتكوّن من ثمانية أغان و«غبار نجوم» سنة 2017 المتكون من 13 أغنية، غبار نجوم ، رومانسي إلى حد بعيد، لكنها رومانسية صادقة، تبشر بموجة جديدة من الأغنية العاطفية، مع مرحلة مختلفة من الكتابة. لم تصنع يوما ذائقة جديدة، لكنها استعادت عالمًا قديمًا تم تناسيه وسط خطابات غنائية مستهلكة تفجرت بعد الثورة..
والجزء الثاني للحفل قدمه صبري مصباح وألبومه الأول «أصلي» يعكس تأثره بموسيقات متعددة، تتأرجح بين الموسيقى الشعبية التونسية والايقاعات الحديثة. أغنياته دائما متشبعة بنفس موسيقي جديد، وإيقاعات آسرة وحديثة تدغدغ القلب والاذن معا.
الزيارة ومتعة الصوفية
عرض يولد يوميا بطريقة مختلفة، عرض فرجوي يقدم تراث جهة الساحل الصوفي وموسيقاه ولد عام 2014 ولليوم لازال العرض الاول في تونس جماهيريا وفنيا، الزيارة العرض الاجمل بإجماع المتفرجين وسيكون في دقة للعام الثاني بطلب من الجمهور «فهيئة المهرجان اعدت البرمجة بعد حلقات تشاور مع ابناء الجهة الذين اختاروا عرض الزيارة ليقدم للعام الثاني في دقة فللزيارة جمهورها الذي يحبها» على حد تعبير مدير المهرجان.
عرض الزيارة الذي سيكون في دقة اليوم 4 أوت هو إعادة تشكيل للعادات والطقوس التي تقوم على زيارة أولياء الله الصالحين، انطلاقا من مخزون بعض الطرق الصوفية التي لا يسلّط عليها الضوء كثيرا، وهو الحال بالنسبة للطريقة العيساوية نسبة لسيدي محمد بن عيسى والمعروف بإسم والي مكناس والشيخ الكامل والطريقة العامرية لصاحبها ومؤسسها سيدي عامر المزوغي القرشي
ويسعى عرض الزيارة إلى نفض الغبار وتسليط الضوء على موروث شفوي هام وتركة طقوسية هامة، وهو عصارة بحث موسيقي مضن وشاق حول الغناء الصوفي للطريقتين العيساوية والعوامرية
لا يسعى صاحب العرض إلى أن يعيد الحياة لهذه الأعمال كما عرفها الناس سابقا، ولكنه يدفع نحو تجديد قراءتها ومنحها لونا وطعما ورائحة، وأن يضفي على نوتاتها مسحة من التجديد عبر إعادة توزيعها بلغة موسيقية معاصرة
يرتكز التصميم الضوئي للزيارة على تقنية «الظل الصيني» وعلى الخيالات التي تتراءى من خلف ستار، على الأجساد التي تتقدم وتتراجع فوق الركح بمرونة فائقة: حركات تعبر عن حالة الانتشاء، خصلات شعر تتطاير مع الريح...
يجعلك العرض تغوص في أجواء روحية صوفية احتفالية تتيح للحاضرين فرصة لتجديد إيمانهم في هذا الجو الحميمي، جو يتيح لهم الاستفادة من المجموعة وأن يغترفوا وينهلوا منها الأفكار والأحاسيس، إنها فرصة أيضا لتجديد الحماس لديهم
الديفا أمينة فاخت
في الاختتام
فنانة استثنائية، أثبتت في جولتها الموسيقية الصيفية انها ممتعة وجمهورها يعشق صوتها القوي وحضورها الركحي المجنون، بعد ليلتين صاخبتين في مهرجان قرطاج الدولي و عرض مجنون احتفالا بعيد الجمهورية في برج قفصة وسهرة سترتسخ في ذاكرة مهرجان سوسة يحلّ نجم «الديفا» امينة فاخت يوم 5اوت في المسرح الاثري بدقة في حفل اختتام المهرجان.
اذ لم يجمع التونسيون من أحباء الفن قدر إجماعهم على جمال صوت الفنانة أمينة فاخت، وليس صوتها فقط ما يجعلها مميزة بين نظرائها ولكن أيضا حضورها الركحي وإحساسها بما تغنيه، إحساس تمرّره للجمهور الذي يصل باستماعها حد النشوة.
أمينة ستعود لجمهورها بأغان جديدة فضلا عن روائعها التي طربت لها القلوب قبل الآذان، وستكون حفلاتها حافلة بالمفاجآت سواء في الغناء أو الفرجة، امينة تغني في دقة لتمتع محبي الكلمة التونسية والجنون التونسي، و للاشارة فادراة المهرجان وبشراكة مع الشركة الوطنية للسكك الحديدية توفر قطارا لنقل المسافرين من محطة برشولة الى محطة قعفور ومن قعفور الى دقة يقلونهم بالحافلات في اطار شراكة مع الشركة الجهوية للنقل بباجة.