عرض افتتح به مهرجان «جربة اوليس» الدولي دورته الحادية والاربعين واختارت له هيئة تنظيم المهرجان عنوان «جربة تستضيف الجزائر» ليكون عرضا خاصا من إنتاج المهرجان في تقاليد جديدة انطلق المهرجان في إرسائها حتى يرسم لنفسه خصوصية وتفردا وجاذبية سيواصل تكريسها في الدورات القادمة وفق مدير الدورة مراد ريحان.
وتباينت انطباعات الجمهور عن سهرة افتتاح مهرجان جربة اوليس الدولي، الذي يعود بعد انقطاعه في السنة الماضية، بين الرضا عن العرض وبين اعتباره لا يرتقي الى حجم مهرجان حمل رهان العودة بقوة هذه السنة وعلى ضمان ديمومته، فقد اعتبر البعض أن المهرجان قادر على أن يستمد خصوصيته من التراث الجربي الثري وكذلك يمكن أن ينفتح على التراث الجزائري أو الليبي لكن ليس بمجرد مقاطع مبتورة من أغان حسب قول عدد ممن تابع عرض الافتتاح.
أما من وجد في عرض افتتاح هذه الدورة ما يروق له، فقد اعتبر البداية موفقة من حيث جمع ألوان فنية مختلفة على نفس الركح، وإعادة أغان تذكر الحاضرين بالزمن الجميل على غرار «الممرضة» و «نجمة قطبية» وغيرها. وأبدوا تشوقهم إلى بقية فقرات المهرجان التي اتخذت في برمجتها نسقا تصاعديا من عرض لفنانين تونسيين واجانب هم مارسيل خليفة والشاب خالد ولينا شاماميان وحسان الدوس وناصيف زيتون وبلطي ونور شيبة ويسرى محنوش وأعمال فنية أخرى مثل عرض الدراغا».
وثمّن الفنانون الجزائريون المشاركون في هذه السهرة هذه المبادرة الفنية التي كرست التمازج الثقافي والفني بين تونس والجزائر حيث قالت الفنانة سعاد ماسي ان الثقافة المغاربية في حاجة لمزيد التعريف بها والخروج الى العالمية، مشيرة الى أهمية تشابك التجارب لأجل اثراء الثقافة والموسيقى العربية وإنتاج أعمال مشتركة، معتبرة أن اللقاء كان رائعا مع الجمهور التونسي.
ومن جهته وصف عبدو درياسة، كذلك، التجربة بالرائعة والجمهور بالأروع وجربة بالفاتنة متجها بدعوة الى الجزائريين لزيارة هذه الجزيرة الساحرة التي تعتبر اكتشافا بالنسبة إليه.
انطلق العرض الافتتاحي بمعزوفات على العود ثم الكمنجة لأغنية الفنان الراحل رضا القلعي «دز جوابين لجربة» سبقتها أبيات شعرية تغنت بالجزيرة وبتراثها وعاداتها و«حومها» (أحيائها) ليبدأ تواتر الفنانين على ركح مسرح الهواء الطلق بحومة السوق بالفنان الجربي طارق ترجت الذي كرمه المهرجان وغنى « البارح كان عمري عشرين « ثم الفنان الجزائري عبدو درياسة مقدما أغنية من ألبومه الجديد « ملاك «ومقاطع من أغاني والده «نجمة قطبية» و«الممرضة».
وانتهى العرض بجمع قيس المليتي الفنان التونسي فهمي الرياحي بعبدو درياسة فغنيا «أصحاب البارود» وقبلهما غنت الجزائرية سعاد ماسي ثم ابن جربة حامد حسومي الذي كان العرض فرصة له ليكتشفه الجمهور.