النسخة الخامسة لمهرجان قفصة للفروسية والتراث ببادرة من جمعية الفروسية برئاسة السيد عبد القادر قوادرية، بمعية المندوبية الجهوية للثقافة، ويعد هذا المهرجان من التظاهرات الثقافية والتراثية والتنموية الهامة التي تشهدها الجهة الثرية بتراثها وعاداتها وتقاليدها، والمعروفة بتربية الخيول التي تمثل رمزا للفخر والاصالة لاهالي الجهة، وايضا رمزا للبطولة والكفاح، خاصة ضد المستعمر الفرنسي، والذود عن حمى الوطن كما تسجل الخيول اليوم حضورها بقوة في مختلف مظاهر الاحتفالات الاجتماعية لا سيما مواكب الاعراس وختان الاطفال.
وقد حرصت جمعية المهرجان، بان تكون هذه الدورة ثرية ومتنوعة، بما تمت برمجته من عروض مختلفة تتوزع على عديد الفضاءات، حيث يكون الافتتاح في اليوم الاول، الخميس 21 أفريل: بعرض فرجوي خاص بالمهرجان، بعنوان المحفل بمشاركة الفرق الفولكلورية والشعبية منها فرقة النجوم الخمسة بدوز وفرقة فخري الجويني للفنون الشعبية عبر شوارع المدينة، وايضا جمعية الفروسية لسيدي علي بن عيسى.
وخلال اليوم الثاني الجمعة 22 افريل: وبساحة يازاكي، افتتاح معرض الصناعات التقليدية بالتعاون مع جمعية الفنون والحرف بالقطار، ثم مجموعة من العاب الفروسية. التي تؤكد تاصل مثل هذه العادات بجهة قفصة خاصة وبجهة الجنوب عموما والتي لا تزال والى الان حاضرة بقوة، خلال التظاهرات الثقافية والحفلات الاجتماعية، كما ان الخيول بمختلف اصنافها شكلت وعلى مر العصور مصدر الهام لعديد الشعراء الشعبيين، الذين تغنوا بجمالها وقوتها وقدرتها على التحمل، وايضا باعتبارها رمزا للفخر والشجاعة، على غرار قصائد الشاعر الشعبي بلقاسم بن عبد اللطيف المرزوقي ومنها:
«يا خيل صولي وجولي
وقولي على ماضي الزمان وقولي
قداش بفحولك زهى مرحولي
وقداش كنت شايشة شطاحة
وقداش ركّبتى نظيف الحولي
وقداش عا لظهرك شهر سلاحه...»
وفي الفترة المسائية وبمركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة، ملحمة شعرية يؤثثها نخبة من الشعراء الشعبيين من تونس (العيد مصابحية، نجيب الذيبي، جابر المطيري، مبروك عبد المولى، طيب الهمامي، أحمد العباسي، سعد الثابت، بلقاسم عبد اللطيف، حليمة بو علاق وعلي كريد) والجزائر (البشير قذيفة، الفيروزي، البار البار) وليبيا (معاوية الصويعي)، تتخللها مقتطفات من الاغاني النسائية.
ومن فقرات اليوم الثالث، سباق الخيول العربية والبربرية، ومسابقة في العاب الفروسية والمداوري، ثم زيارة الى المغاور الجبلية بالسند. وفي الفترة المسائية عروض تنشيطية متنوعة والعاب فروسية. وفي السهرة و بفضاء المسرح الاثري بقفصة عرض فني للشاب صليح.
وتختتم فعاليات النسخة الخامسة لمهرجان قفصة المغاربي للفروسية والتراث يوم الاحد 24 أفريل، بساحة يازاكي بعرض لالعاب الفروسية ثم وبالمركب الثقافي علي جيدة حفل لتكريم المتوجين بمختلف المسابقات.
وفي قراءة لمختلف فقرات الدورة نقف عند عديد النقاط الايجابية، منها الدور الريادي للمندوبية الجهوية للثقافة في دعم الجمعيات الثقافية والانخراط معها في مسار تشاركي جاد وهادف، وعناية الجمعية بهذه الثروة الحيوانية الهامة، وتعريف الناشئة وشرائح اجتماعية اخرى باهمية الخيول في تاريخنا العربي الاسلامي ودورها في حياة المواطنين في عديد الجهات، ومزيد ابراز الموروث التراثي و الحضاري والثقافي لجهة قفصة الضاربة في القدم، والذي يعد منتوجا هاما يمكن تسويقه وترويجه لارساء سياحة ثقافية دائمة، وفي جانب اخر تؤكد مثل هذه التظاهرات اهمية العناية بالخيول بمختلف انواعها الى يومنا هذا وتعارض قول الشاعر:
«باعوا الفرس بين التحف والسايح
ووطن العرب جرايح
مشى عنتره وخلف عليه جوايح...»