مدينة سليمان التونسية سنة 1053 أنشىء بسيطا في أوله، وأعيد مضخما فيما بعد، ولكنه لم يضف فيه شيء جديد إلا في سنة 1170 هـ، في أيام الباشا علي بن محمد بن حسين، حيث جدد محراب الصحن، كما هو مؤرخ فوقه وتشتمل بيت الصلاة على سبع بلاطات موجهة من الصحن إلى القبة، أما العناية العظمى فقد وقعت في حائط القبلة والمحراب.أما حائط القبلة، فيحمل على كامله كتابة غليظة بخطوط ألواح الكتاب، تتخللها بعض الزخارف النباتية، جاء فيها، بعد البسملة.
«إنا فتحنا لك فتحا مبينا، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر .... سبحان الأول بلا ابتداء سبحان الآخر بـ... توكلت على الله».
وجاء فوق المحراب نصف دائرة مزخرفة بزخرفة نباتية في الدوائر، وزخرفة مسطرة في الداخل، في وسطها تثمينة كتب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
أما المحراب فقد اكتنفته أعمدة صورية بالجبس، قليلة البروز، رسمت عليها زخارف نباتية وتسطيرية على غاية من الأناقة.
وتشتمل نصف القبة التي تعلو استدارة المحراب محارة ذات أضلاع متفرعة من الداخل إلى الخارج.وقد عني الأندلسيون خصيصا بهذه الناحية من الجامع فأولوها منتهى عنايتهم.وإن المنبر قطعة فنية رائعة، وتضيء ببيت الصلاة أربعة أبواب باب في الشرق على صحن الجنائز وثلاثة أبواب على صحن الجامع.وللجامع من الخارج أربعة أبواب.
أما واجهته فهي على الشكل الأندلسي التونسي الجميل وإن هذه الصومعة من أجل وأضخم ما جاء في العمارة الأندلسية بتونس وأكلفها.أما المدرج لهذه الصومعة من الداخل فهو لولبي الشكل بلا قلب في الوسط، على الهيئة المعروفة في جامع تستور، وهذه طريقة بنائية متقدمة للغاية قبل مجيء الأندلسيين.