مع ظهوره على الساحة الثقافية المحلية والدولية أسئلة تتعلق خاصة بهوية الملتقى وأهدافه وكذلك حول الاستفادة الثقافية المرجوة منه.. هو مولود ثقافي جديد ببادرة من «جمعية تونس للإبداع والسياحة الثقافية» التي يرأسها الكاتب والشّاعر التونسي عادل الجريدي الذي حقق منجزا إبداعيا مختلفا وأصدر عديد الكتب بين دواوين شعرية وألف نصوص مسرحية وكتب نقدية ،كما شارك في جل المهرجانات الأدبية في تونس وفي الخارج بألمانيا،المغرب و مصر و الأردن والكويت و الجزائر وقطر وعمان و البحرين..عن هذه التظاهرة بالإضافة لعديد القضايا الثقافية الأخرى كان لنا معه الحوار التالي:
• بداية، كيف تقيمون المشهد الثقافي التونسي بصفة عامة خاصة وأنكم من الفاعلين فيه ؟
للمشهد الثقافي التونسي مواعيد مهمة ومميزة أصبحت محط أنظار العالم بدءا بأيام قرطاج السينمائية و المسرحية و ممهرجان للرقص التعبيري و الفيلم الوثائقي وملتقيات الفنون التشكيلية وغيرها من التظاهرات الدولية في كل مجالات الابداع وآخره أيام قرطاج الشعرية..فقد تميّز المشهد الثقافي التونسي بحركية غير عادية تقودها الجمعيات الثقافية ومكونات المجتمع المدني التي أصبحت شريكا فاعلا في رسم و تشكيل ملامح المشهد الثقافي الوطني، كما أن تنوع التجارب و الأشكال الابداعية يعتبر فعلا وثراء وتميزا و الدليل على ذلك عدد الجوائز التي يحصدها المبدع التونسي خارج حدود الوطن في كل المجالات الابداعية في الشعر والقصة و الرواية و النقد و السينما والمسرح و غيرها..
• هل أنتم متفائلون بقرب مشروع ثقافيّ موحّد؟
أنا لا اؤمن بمشروع ثقافي موحد ولا سقف للشطحات الابداعية كما أرفض ثقافة القطيع التي لا تخرج عما هو متعارف عليه و منضبطة للنسق العام ، فالثقافة تجاوز و تحرّر وهدم وبناء جديد والابداع الحق هو الخارج عن السرب والفاتح لمعارك فكرية وجمالية جديدة..
• كنتم ضمن الهيئة المتخلية لاتحاد الكتاب التونسيين ، ماهي المهام المستعجلة للانكباب على الأسئلة الثقافية الملحة بعد المؤتمر العشرين الذي انتظم مؤخرا بالمهدية ؟
الاسئلة الحقيقية المطروحة على الاتحاد والأعضاء والخارجين عنه هو مجابهة الفكر الظلامي أولا والعمل جميعا من أجل بناء عقل نقدي والتخلص من العقل النقلي الذي لا يفكر ولا ينتج..
فلا تنمية و لا تقدم و لا تحرر دون الانتصار لهالة السؤال والنقد و التثبت و التمحيص فالمسلمات أصبحت في كثير من الأحيان مسممات و علينا الاستفادة من نسائم هذه المرحلة التاريخية والعمل على تشكيل وعي جمعي تحرّري ينتصر للحياة في معانيها السامية و رفض ثقافة الموت و الدمار و الشعوذة الفكرية والعمل مع بقية مكونات المجتمع المدني على تشكيل جبهة ثقافية حداثية للدفاع عن مكتسبات الوطن و النموذج المجتمعي التونسي المتجذر في هويته و المنفتح على الآخر .. مجتمع يؤمن بحق الفكر و التفكير لا التكفير و يدافع عن حق الاختلاف.
• ملتقى عليسة طبيعته نسوية أي تيمته المرأة ، كيف جاءت إرهاصات التأسيس وفكرة تظاهرة بهذا الإسم وما هي الأهداف المسطرة لهذا الحدث؟
تتصدر قضية المراة اليوم شواغل الراي العام العربي و الدولي اعتبارا لتداخل الانساق الفكرية والثقافية والدينية و بروز قضايا المساواة والحرية من جديد، واستنادا الى ما بلغته المرأة التونسية كنموذج فريد عربيا و اقليميا يأتي هذا المشروع «ملتقى عليسة الدولي للمبدعات» كرافد مهم للصورة الحداثية للمرأة التونسية و شهادة اخرى لتونس المبدعة .. ملتقى عليسة الدولي للمبدعات مناسبة جديدة نريدها محطة تكون فيها تونس عاصمة للمبدعات ونقطة ضوء تشع من خلالها مسارات التحرر التي خاضتها امرأتنا التونسية اجتماعيا و ثقافيا وسياسيا وحضاريا، ومن اهدافه دعم حق المرأة في الممارسة الابداعية دون ضغوطات أخلاقوية ومزيد التعريف بانجازاتها و تشبيك العلاقات الثقافية والاستفادة من التجارب الأخرى..
• ماذا عن أهم فقرات الملتقى وما مدى حضور البعد الحقوقي؟
«تـــونس عاصمــة المبدعات» هو الشعارالعام للدورة، وقد توزعت الندواة على ثلاثة محاور كبرى - وسيشارك في تأثيث الندواة عديد الأسماء التونسية والعربية كما يستضيف الملتقى نخبة من الفنانين التشكليين و علاوة عن المعرض ستنتظم ورشات رسم مع الشباب وقراءات شعرية و معرض كتاب وعروض موسيقية وفقرات أخرى، كما ستعمل هيئة المهرجان على تحقيق الميثاق الدولي للمبدعات المناهضات للعنف المسلط على المرأة علاوة على العهد الدولي لدعم نضال المرأة العربية.
• لو تحدثنا عن ضيوف هذه الدورة التأسيسية؟
سيشهد الملتقى مشاركة عديد الأسماء العالمية الوازنة توزّع حبرها على عديد الأوراق والمنابر والصحف والقنوات بالدول العربية و الاجنبية من مختلف التجارب والمشارب والأجيال..ومن بين ضيوف هذه الدورة نذكر من تونس كل من الشاعرة آمال موسى والمفكرة آمال القرامي والأديبة حياة الرايس والمفكرة أم الزين بن شيخة ، الشاعرة و الروائية اللبنانية مريم المشتاوي، الشاعرة السورية انتصار سليمان ، الاديبة الجزائرية زهور ونيسي ، الشاعرة الايرانية «ساناز داودزاده فر»، التشكيلية «سوزان كلوتز» من الولايات المتحدة الامريكية.