«تياترو موبيل» أول مواليد مسرح «الدشرة» للعام 2018: سنقطع هذا الطريق إلى آخره... إلى ما بعد آخره... فليس للحلم آخر

«كن قويا وابتسم وكانّك لم تتأذى، كن قويا وابتسم وحاول ان تصنع لأحلامك طريقا استثنائيا، كن قويا واصنع لنفسك مجدها،

كن قويا وقاوم الواقع والتصحّر واصنع لذاتك احلامها وآمالها واسعى لتحقيق كل ماتصبوا اليه، كن قويا ودع ضحكة الاطفال تكون زادك لتقاوم وانهض وقاوم ، كن قويا فكل نهر له نبع ومجرى وحياة، يا صديقي ارضنا ليست بعاقر كل ارض لها ميلادها كل فجر وله موعد ثائر، كن قويا فنحن هنا نستحق الحلم والمقاومة وفي وسعنا اختيار احلامنا وحلمي ان يكون لكل طفل مسرحه.

و«التياتر موبيل» جزء من الحلم، مسرح وليد صغير الحجم هو حلم اخر يولد في مدينتي (ماجل بلعباس)، حلم اهديه لكل اطفال الهامش، اولئك اللذين ابعدتهم الجغرافيا لهم يولد المشروع الذي سينطلق في العمل اخر هذا الاسبوع على حد تعبير صاحب المشروع والفكرة المسرحي بلال علوي.

«تياترو موبيل» أول الأحلام قطرة
اختار أن يكون العام 2018 مميزا مع ولادة حلم مسرحي جديد، اختار ان يدافع عن افكاره ويجسد ما يحلم به ليكون اول العام عنوانا للإبداع ولولادة متجددة، هناك في ماجل بلعباس تلك المدينة الرومانية، هناك في فينوس ولد حلم جديد هو «تياترو موبيل»، هو «مسرحي ومسرح لكل الاطفال والحالمين، اردته ان يكون صغير الحجم متنقلا ليصل الى من ابعدتهم الجغرافيا، مسرح صغير لتحقيق اللامركزية فعلا لا قولا، نريد للعام 2018 ان يكون عام الإبداع المتجدّد، حلم اخر ولد سأسهر على رعايته ليزهر و يكون لأطفال الهامش حقهم في الإبداع على حد تصريح بلال علوي لـ«المغرب».
ويضيف محدثنا انه فكر في اولئك البعيدين جدا، من يقطنون الجبال، والأطفال الذين يصعب تنقلهم الى المدينة، فاختار ان يكون مسرحه متنقلا، يصل الى كل لتجمعات السكنية ولذلك بعد «الكات كات» اختار ان تكون «البسكلات» هذه المرة وسيلة ايصال المسرح اليهم» هناك تجمعات سكانية في الجبل يصعب أن يصل إليهم «الكميون الثقافي»، لذلك اخترت وسيلة اسرع وهي الدراجة الرياضية» على حد تعبيره.

هناك في ماجل بلعباس الحدودية ستكون للتجمعات السكانية البعيدة فرصة للقاء مع المسرح، ومع الموسيقى، لكل المبعدين والبعيدين حقهم في الثقافة، لهم نحلم ومن اجلهم نراهن لأن الفنان مناضل يقاوم يوميا ليجسد أحلامه.

من «الكات كات» الى «البيسكلات» والرهان على اللامركزية
«التياترو موبيل» هو عبارة عن دراجة هوائية رياضية «البيسكلات» القادرة على التنقل والوصول الى اصعب المناطق، تجر خلفها مسرحا صغيرا يتسع لشخصين، البيسكلات زينت بلعب ودمى تشد انتباه الأطفال المسرح المربع الشكل صنع من الحديد الخفيف حتى يسهل جره، غلّف بالقماش الاسود والأحمر ككل مسرح، مجهز بمكبر صوت صغير وتقنيات المسرح المتنقل هذا شكلا اما مضمونا فـ «سأقدم مونودرام عن المدينة الفاضلة، ككل مواطن احلم بمدينتي الفاضلة، لكل شخص رؤية مختلفة عن هذه المدينة، وفي العرض سأقدم صورتي عن المدينة الفاضلة» على حد تصريح بلال علوي.

ويضيف محدثنا، المسرحية او العمل الذي سنقدمه سينطلق من وضعيات معينة، اي ان النص متغير غير ثابت، حسب المنطقة والزمان يتغير النص من وضعيات معينة يكون الارتجال فلكل مقام مقال، ولكل حي سكني او «دشرة» نصها وحكاياتها ووضعياتها المختلفة عن غيرها، من الانسان سينطلق النص ومن الجمهور تكون بداية العمل ، فمنهم «استمد طاقتي ومنهم اؤسس لمدينتي الفاضلة كما اراها وأعيشها، من بساطتهم وتعطشهم الى الفن يولد النص ومن عشقي للمسرح تتشكل تعاليم المسرحية».

وأكد بلال علوي لـ«المغرب» ان «التياترو موبيل» هو حلم اخر لتحقيق اللامركزية وإيصال الفن الى اطفال الارياف والجبال، حلم لا يتطلب الكثير من الاموال كما «الكميون الثقافي»، حلم قادر على التنقل «بسكل واعمل مسرح» على حد تعبيره، فالفن مقاومة متواصلة وبإمكاننا ان نبعث في سكان الريف ضحكة صادقة بإمكانياتنا المحدودة، نقدم لهم بصيص أمل فالمسرح عندي كنبض القلب.

«الكميون الثقافي» سيواصل جولته في الارياف ، محمّلا بالفن والحياة، «التياترو موبيل» لن يكون بديله بل سيكون نصير الكميون في حمله لرسالة فنية انسانية موجهة الى من يقطنون بعيدا جدا، «البسكلات» ستكون رفيقة «الكميون» تحمل ما يعجز عنه من أمل و«البسكلات» ستكون نصيرة البعيدين تساند «الكميون» في رسالة فنية وثقافية وإنسانية، رسالة تقول «ان لأبناء الهامش حقهم في الإبداع لأبناء الجبل حقهم في فعل مسرحي وموسيقي، ربما هم بعيدون عن المدينة ولكن اينما وجدوا سنحمل رسالة الفن ونتوجه اليهم لنشاركهم ضحكة صادقة وأملا متجددا» كما يقول بلال علوي الذي يعمل بمقولة درويش «سأصير يوماً ما أريد.. سأصير يوماً طائراً، وأسلّ من عدمي وجودي.. كلّما احترق الجناحان اقتربت من الحقيقة، وانبعثت من الرماد.. أنا حوار الحالمين، عزفت عن جسدي وعن نفسي لأكمل رحلتي الأولى إلى المعنى، فأحرقني وغاب.. أنا الغياب.. أنا السماويّ الطريد»، وهناك في ماجل بلعباس واريافها المجاورة يحتاج سكان الداخل الى بعض امل يزرعه فيهم الفنانون الذين اختاروا المسرح دينا وحياة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115