بعد قرار إقالة مدير مهرجان الحمامات الدولي: عريضة.. وقفة احتجاجية.. ضغط.. فهل يتراجع الوزير؟

تتواصل الاحتجاجات الرافضة لقرار التخفيض من ميزانية مهرجان الحمامات الدولي وقرار إقالة معز مرابط مدير المهرجان والمركز الدولي للحمامات.

المجتمع المدني بالحمامات انتفض رافضا قرار الوزير ناعتا اياه «بالمسقط» و ّ»المهدّمّ»، احتجاج في شكل عرائض ثم نداء الى وقفة احتجاجية ستكون مساء اليوم الاحد امام المركز الثقافي الدولي بالحمامات.

أبناء المجتمع المدني رفضوا قرارات وزير الثقافة وفي كل بياناتهم اكدوا تمسكهم بحقهم في الثقافة وحق ابناء الحمامات في مهرجان عالمي فريد له اشعاعه داخل الاسوار وخارجها واكدوا ان المركز الدولي للحمامات له مكانته في المشهد الثقافي بالجهة ويريدونه ان يكون لؤلؤة ثقافية ومنارة ابداعية دائمة، بالامس بيان وعريضة واليوم وقفة احتجاجية فما الذي سيخفيه الغد هل سيتراجع الوزير؟ وفي حال عدم تراجعه هل ستكون 748 ألف دينار كافية لتسيير انشطة المركز وتظاهراته الدورية وانشطته خارج الاسوار؟

«الحمامات، موش كيما يحبها»
هل جنى معز مرابط ثمن نجاحه؟ هل دفع المدير السابق لمهرجان الحمامات الدولي ثمن تفرده ومحاولة ترسيخ ثقافة بديلة تقترب الى المواطن وتضمن له حقه الدستوري في الثقافة؟ هل عوقب معز مرابط وكامل الفريق فقط لأنهم عملوا على ترسيخ ثقافة القرب لان وزير الثقافة اعتبر عروض out dor سوء تصرف، هل جوزي معز مرابط بالإقالة فقط لأنه ساهم في اشعاع بريق مهرجان الحمامات الدولي لدورتين متتاليتين مفتكا البريق من «مهرجان قرطاج الدولي» اعرق التظاهرات؟

وهل ازعج نجاح مرابط الوزير؟ اسئلة عديدة طرحت لأسبوع ونيف منذ قرار التخفيض من ميزانية مهرجان الحمامات الدولي ومعه ميزانية المركز الثقافي الدولي بالحمامات من مليار و 950 ألف دينار الى 748 الف دينار اي التخفيض في الميزانية بنسبة 56 %.

أبناء الحمامات وخاصة شبكات المجتمع المدني والجمعيات الثقافية رفضوا قرار الوزير فيما يخص الميزانية و قرار اقالة معز مرابط، وفي عريضة صدرت بتاريخ 1 ديسمبر عبروا عن رفضهم للقرارين ونعتهمابالمسقطين يهددان مؤسسة عريقة تمثل إحدى ركائز الثقافة الوطنية وخاصة ما تضمنته الميزانية المرصودة للمركز الثقافي الدولي بالحمامات لسنة 2018 والمقدرة بـ 748000د مقابل 1970000د سنة 2017، أي بانخفاض يساوي 1٫222٫000د (ما يناهز الـ%65 ) كما نعتبر هذا الاجراء بمثابة الضريبة على النجاح الجماهيري الذي حققه المهرجان الدولي بالحمامات والإقبال الكبير على مختلف أنشطة المركز خلال السنتين الأخيرتين.

الاحتجاج الذي اصدره ابناء المجتمع المدني بالحمامات لم يقتصر على العرائض وإنما دعوا الى وقفة احتجاجية اليوم الاحد 3 ديسمبر أمام المركز الثقافي الدولي وفي تصريح لـ«المغرب» قال محمد خنيسي رئيس جمعية منتدى المواطنة بالحمامات «يبدو ان النجاح يقلق في وطني» مضيفا كل الشبكات الجمعياتية في الحمامات ترفض قرار الوزير مؤكدا ان «معز مرابط فنان شاب ومثقف قدم الكثير للمركز وللحمامات وأعطى صورة مغايرة للثقافة في الجهة وفتح باب التشارك مع المجتمع المدني كما انه مثقف وله رؤية مختلفة لترسيخ لا مركزية الثقافة»، ويضيف محمد خنيسي أن ما يحسب لمرابط هو الخروج بالمهرجان من بوتقة الاسوار المغلقة والذهاب بالثقافة الى المواطنين والسياح والوافدين على الحمامات فهل مكافأة الناجح الاقالة والتخفيض من ميزانية المهرجان؟ وفي حديثه وجه رئيس جمعية منتدى المواطنة بالحمامات نداءه الى مواطني الحمامات للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية لتكون الحمامات «كيما يحبها أهلها» وهو شعار المهرجان العام الفارط لا «الحمامات كيما يحبها» المسؤولين.

احتجاج وإقالة ثم ماذا؟
أسبوع من الاحتجاج، أسبوع من التصريحات الاعلامية والصحفية، أسبوع انقسم فيه المهتمون بالشأن الثقافي الى شقين، شق يدافع على قرار وزير الثقافة والشق الاخر يدافع على المركز الدولي للحمامات وينادي بضرورة مراجعة القرارات ، في البداية وأثناء مناقشة ميزانية وزارة الثقافة، اشار الوزير فيما يتعلق بميزانية مهرجان الحمامات الى «شبهة فساد: تصريح اخرج المدير السابق معز مرابط من صمته ليؤكد ان معاملاتهم المالية جد قانونية وسبق أن انجزوا تقريرهم الادبي والمالي وأرسل الى ادارة مراقبة المنشئات التابعة لرئاسة الحكومة، معز مرابط اشار ايضا الى مغالطة الوزير للرأي العام اثناء الخوض في ميزانية مهرجان الحمامات الدولي، وهو موقف جمعيات المجتمع المدني بالحمامات التي طالبت سلطة الاشراف بمراجعة مشروع الميزانية المخصصة للمركز والترفيع في قيمتها او المحافظة على ميزانية 2017، فالتخفيض في الميزانية سيؤدي حتما الى «تجميد نشاط المركز وقتله فنيا» على حد تعبيرهم، خاصة وان نشاط المركز لا يقتصر على المهرجان فهناك العديد من التظاهرات الدورية التي تؤسس لمشروع ثقافي حقيقي في جهة الوطن القبلي.

في احتجاجهم ايضا عبرت شبكات المجتمع المدني في الحمامات عن رفضها التفريط في أي جزء من فضاء المركز الثقافي الدولي بالحمامات تحت أي صيغة في اشارة الى قرار الوزير سابقا بتحويل المركز الى بيت للمسرح ثم تراجعه عن قراره والمحافظة على المركز كفضاء متعدد الاختصاصات، والسبب الثاني هو الحديث عن رغبة احد اصحاب النزل في الحمامات لكراء الفضاء المقابل للبحر لتركيز مقهى ، اقتراح سبق أن رفضه معز مرابط ويرجح المحتجون انه السبب الابرز وراء اقالة مرابط.

اليوم تشارك مجموعة من جمعيات المجتمع المدني في وقفة احتجاجية للتعبير عن رفضهم للقرارات الاحادية ورفض التفريط في المركز الثقافي الدولي بالحمامات، احتجاج سبقته عرائض وتنديدات امام صمت مسؤولي وزارة الثقافة، فهل سيتراجع الوزير عن قراره؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115