هذا المهرجان الذي يعدّ من أهمّ التظاهرات التي تغنى بفنّ الكاريكاتير يستضيف خلال هذه الدورة أكثر من 100عمل فنّي في هذا المجال من مختلف دول العالم العربية والأوروبية والآسياوية، إلى جانب عدد هام من الرّسامين الضيوف، وهم أيمن يعن الله من السعودية، ومصطفى الشيخ من مصر، وضيفة الشرف أمنة الحمــادي من الإمارات، وكمال براني من الجزائر ومن تونس ليليا هلـول، وأنيس المحرصي، ومنير الهادفي، وأسامة البرداوي ومعز شلـيق، ووليد محاجبية وعبد القادر مسعود، ويتـــنزّل هذا المهرجان في إطار مزيد الاهتمام والتعريف بهذا النمط الفنّي الذي يعبّر عنه البعض «بفـــنّ الكلام بالرسم» أو «فنّ الكلام بالخربشة». للتعبير عن عديد الآراء والمواضيع والقضايا، بخطوط هزلية مفعمة بحيوية تتسلّل إلى الروح دون استئذان، والكاريكاتير هو اسم مشتقّ من كلمة لاتينية caricare كاري كير» بما معناه، رسم يغالي في إبراز العيوب» ويقابلها في اللغة العربية مسمى الفن الساخر وهو في الأصل فن عتيق يعود إلى القرن الثلاثين قبل الميلاد، أي إنه سبق عصر الكتابة. وهو أيضا ما سيبرزه المعرض الدولي الذي سيقام بالمناسبة خلال اليوم الأوّل الاثنين 13 نوفمبر بفضاء المركّب الثقافي ابن منظور، الذي سخرت إدارته مختلف الامكانيات المتاحة لانجاح فعاليات المهرجان، وهي أعمال تهتم بالقضايا الاجتماعية، والاقتصادية والعالمية والفنية والرياضية.
وإلى جانب المعرض الجماعي، وخلال أمسية اليوم الأوّل، سيتمّ تكريم الرسامة الإماراتية أمنة الحمادي، بالإضافة إلى ضيوف المهرجان. لتتواصل خلال اليوم الثاني الثلاثاء 14 نوفمبر الفعاليات من خلال زيارة استطلاعية إلى مناطق مختلفة من ولاية توزر، ومنها تمغزة والشبيكة، حيث تفتتح أشغال ورشة الرسم الكاريكاتوري الأولى، من وحي الحدث والفضاء الطبيعي الساحر، ومما لا شكّ فيه أنّ الأعمال التي ستنجز، ستكون مواضيعها متعلقة بالواقع اليومي والمعيشي بالجهة. وتأكيدا على أن الرسم الرمزي ظهر قبل مرحلة الحرف بمراحل والتعبير بالصورة قد رافق الانسان منذ تكوينه الأوّل، فرسم على الكهوف كل ما خطر على ذهنه وشاء التعبير عنه، وفي الحضارات القديمة لعبت الصورة دورا هاما في تبيان الحالة التي أريد بها التعبير، إذ وصلت بعض أوراق البردي التي تؤكد أن قدماء المصريين هم أول من استخدم فن الرسم الساخر، معتمدين على قلب الحقائق، ورسم المفارقات المعنوية، مع المحافظة على واقعية الرسوم والأشكال بطريقة تثير البسمة، وتطرح قضية معينة، سيكون فضاء الورشة الثانية في الرسم، خلال فقرات اليوم الثالث، بالمغاور البربرية بالسند، بمشاركة الرسامين الضيوف، في حين تخصص الفترة المسائية لحلقة حوار بالمركب الثقافي علي جيدة حول الفنّ الكاريكاتوري ومجالات اهتمامه، والاشكاليات المطروحة.
عبد القادر مسعود رئيس جمعية أحباء الكاريكاتير:
هذه الدورة الجديدة لمهرجان قفصة الدولي للكاريكاتير، ستكون منطلقا لفضاءات عالمية أرحب لهذا المهرجان، الذي رغم حداثته إلاّ أنه اكتسب مصداقية عالية في الأوساط الفنية، والثقافية وقد حرصنا في هذه الدورة بمعية المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وبدعم من المجلس الجهوي للولاية، وبإشراف من وزارة الشؤون الثقافية على أن تكون الفعاليات مختلفة ومتنوعة، بما من شأنه أن يساهم في رسم صورة واضحة المعالم لهذا الفن القديم، ودوره في نقد وإصلاح عديد الأوضاع بطريقة لاذعة، ولكنها في غالب الأحيان ساخرة ومرحة، وباستضافتنا لنخبة من الفنانين من عديد الدول إلى جانب الأعمال المشاركة. نكون قد وفّرنا الفرصة للجمهور المحبّ لهذا النمط الفني للاطلاع على مختلف الأعمال بتوجهاتها وأهدافها ودلالاتها المتعددة.