لطفي العبدلي في مهرجان للضحك فقط: ساعتان من النقد الساخر والضحك المتواصل

امام شبابيك مغلقة (كعادته في أغلب عروضه) وجماهير ضاق بها فضاء النجمة الزهراء، قدم نجم الكوميديا في تونس لطفي العبدلي مسرحيته «عبدلي شو: أخر موسم» ضمن مهرجان للضحك فقط الذي يختتم اليوم السبت 19 أوت الجاري.

العبدلي كان وفيا لما عهده عليه الناس وقدم لوحات وسكاتشات تحكي الواقع التونسي اليوم، تحدث في السياسة، عن العلاقات الزوجية، عن الحياة داخل الأسرة وطريقة تربية الأبناء وغيرها من المواضيع بطريقة فكاهية سلسلة جعلت الجمهور ينخرط في الضحك تفاعلا مع ما يطلقه العبدلي من نكات.
يوجه لطفي العبدلي في هذه المسرحية سهام نقده في جميع الاتجاهات، ويجد متعة كبيرة في شجب مواقف أولئك الذي أخلوا بالتزاماتهم تجاه الشعب التونسي، ويستدعي هذا الفنان الأحداث التي مست التونسيين وأثرت في تونس ما بعد الثورة، الانتخابات، الحكّام...
يسخر العبدلي من كل شيء تقريبا ويبدي اهتماما بالقضايا الراهنة، أزمة الهوية، الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد وكل ما يمس تونس، ليبرز في صورة الفنان الملتزم بقضايا الشعب والمواطنين.
يتحدث عن التونسي الذي ينفق أكثر ممّا يكسب، عن التونسي دائم الشكوى من الوضع الاقتصادي ولكنه في ذات الوقت ينفق بطريقة تجعلك تشك في ازدواجية شخصيته.

تحدث عن طريقة تربية الأطفال في جيله وكيف تقوم الأم بربط ابنها إلى أثاث المنزل حتى تتمكن من قضاء شؤون البيت، وتحدث عن تحضير المرأة لنفسها استعدادا للذهاب لحفلات الزواج، وهي الفرصة الوحيدة آنذاك للترويح عن النفس، والأجواء المصاحبة لهذه الحفلات...
لا يسأم العبدلي من العودة للحديث عن السياسة والسياسيين، عن أولئك الذين أوصلوا البلاد لوضع لا تحسد عليه، ولكنها في المقابل أفضل مما هي عليه دول أخرى قامت فيها ثورات.

يتميز هذا المشروع الفني بكونه ليس فقط عرضا مسرحيا كوميديا، ولكنه أيضا مشبع بالحركة وبالرقص، إذ أن لطفي بدأ مسيرته كراقص شارك ضمن الباليه الوطني ثم شارك في عروض فنية مختلفة على غرار الحضرة فضلا عن عديد الأفلام والمسلسلات.
تحصل على جائزة أفضل ممثل في أيام قرطاج السينمائية عام 2006 لأدائه في فيلم «آخر فيلم» للنوري بوزيد وعلى جائزة أحسن ممثل في مهرجان دبي السينمائي لسنة 2015 عن دوره في فيلم «شبابك الجنة» للمخرج فارس نعناع.

جمهور مهرجان للضحك فقط كان ليلة البارحة على موعد مع «فانسون سي» الذي يقدم عروضا سحرية وخدعا بصرية منذ أكثر من 10 أعوام، تحصل عبرها على أرفع الجوائز العالمية في مجاله «Mandrake d’or « التي تعتبر في أوروبا كجوائز الأوسكار، جائزة تحصل عليها من قبل أعلام الخفة وألعاب السحر على غرار «دافيد كوبيرفيلد»، «أرتورو براشيتي»...

الموعد كان أيضا مع «رجال الشارع وهم مجموعة من الفنانين التقوا ليكونوا فريقا يعيدون عبر عروضهم أفضل وأهم كلاسيكيات التلفزيون والسينما والموسيقى، عرض متميز موجه لجميع الأجيال.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115