كان مستغرقا بقلبه في ذكر الله فكان شغله الشاغل أن يتقدم كل يوم خطوة في طريق الحق والحقيقة.
أشتهر أبو العباس بالصدق والأمانة والعفة والنزاهة في تجارته كان يربح مئات الآلاف، ويتصدق بمئات الآلاف، وكان قدوة لتجار عصره في التأدب بأدب الدين الحنيف وكان قدوة للشباب في التمسك بالعروة الوثقى ورعاية حقوق الله فهو يصوم أياماً كثيرة من كل شهر ، ويقوم الليل إلا أقله ، ويمسك لسانه عن اللغو واللمم.
تلقَّى أبو العباس المرسي التصوف على يد شيخه ، الصوفي الأشهر أبي الحسن الشاذلي الذي التقى به أبو العباس فى تونس سنة 640 هجرية، بعدما كان قد تزوَّد بعلوم عصره كالفقه والتفسير والحديث والمنطق والفلسفة، وجاء أوان دخوله فى الطريق الصوفي وتلقيه تاج العلوم.
في عام 642 هجرية، 1244م , رأى الشاذلي رضي الله عنه في منامه أن النبي صلى الله عليه و سلم يأمره بالإنتقال إلى الديار المصرية فخرج من تونس ومعه أبو العباس المرسي وأخوه عبد الله وخادمه أبو العزايم ماضي قاصدين الإسكندرية على عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب.
أقام الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه بالإٌسكندرية 43 عاما ينشر العلم و يهذب النفوس ويربي المريدين و يضرب المثل بورعه و تقواه و قد تلقى العلم على يدي أبو العباس و صاحبه الكثير من علماء عصره كالإمام البوصيري و إبن عطاء الله السكندري و ياقوت العرش و إبن اللبان و العز بن عبد السلام و إبن أبي شامة و غيرهم و توفي رضي الله عنه في 25 من شهر ذي القعدة سنة 686هـ / 1287م و دفن معه إبنه محمد و إبنه أحمد و مسجده الذي بني على قبره بحي رأس التين
وقد تولَّى أبو العباس مشيخة الطريقة الشاذلية بعد وفاة أبي الحسن الشاذلي سنة 656 هجرية / 1258م وكان عمره آنذاك أربعين سنة وظلَّ يحمل لواء العلم والتصوف حتى وفاته, بعد أن قضى أربعةً وأربعين عاماً فى الإسكندرية ، سطع خلالها نجم الطريقة الشاذلية في الآفاق.