النقص في المعدات والتجهيزات التقنية، ووسائل نقل المعدات والديكور وغيرها... كل هذا وما شابهه لم يقلل من قيمة الأنشطة والبرامج، لا سيما في مجال التكوين والتي تهدف الى الاحاطة بالمواهب والطاقات الابداعية، والرفع من المهارات الفنية للناشئة والشباب، من خلال المختبرات في هذا المجال، وايضا التربصات، وورشات التكوين، وتنظيم التظاهرات الكبرى على غرار تظاهرة 24 ساعة مسرح دون انقطاع، إلى جانب الانتاجات المسرحية الهامة التي لا تزال تلقى رواجا، خلال التظاهرات والمهرجانات الثقافية والمسرحية.
مسرحية نوار اللوز
ومن هذه الاعمال مسرحية «نوار اللوز» ادارة عماد المديوني، دراماتورجيا و إخراج رضوان الهنودي ، تمثيل كل من منذر الجبابلي ونجلاء الأبيضي ونجاة الفضلاوي وشيماء الهنودي، موسيقى وعزف فوزي الحجوني ويوسف علوي وخميس البوغانمي. والمسرحية حكاية من التراث الشعبي مفادها أن شخصا كان يدعى غيلان وكنيته حيان وهو من الأثرياء يملك من الأغنام والشياه ما جعله يعيش عيشا هنيئا وهو متزوج من النساء إثنتين الأولى بدوية من عرشه تعينه في كل شيء والأخرى “بلدية”، وكانتا تغاران من بعضهما البعض خاصة البلدية التي كان حيان يتركها عندما يضطر للرحيل للبحث عن المرعى لشياهه شتاءا ولا يعود إلا عندما يحل الربيع ويزهر شجر اللوز... فذاقت البلدية ذرعا بهذا الفراق وفي مرة من المرات إهتدت إلى حيلة تجعل شجر اللوز يزهر قبل أوانه للتعجيل بعودة زوجها فسقتها بماء دافئ ...
فأزهرت وبعثت بالعلامة إلى زوجها الذي قرر العودة ولكنه يفاجئ ببرودة الطقس عندما وصل مرتفعات القصرين فكان مصيره ومصير شياهه الموت تحت الثلوج وأصبحت تلك الفترة تسمى « قرة حيان» التي تأخذ آخر أربعة أيام من شهر مارس وأول أربعة أيام من شهر أفريل.
مسرحية «قم»
ومن الاعمال الجديدة لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف ايضا، مسرحية «قم» للمخرج محمد الطاهر خيرات بمساعدة نسيبة بن يوسف وتمثيل كل من عبد الرحمان الشيخاوي ومنير الخزري ونور الدين الهمامي و سهام التليلي عن رواية في بلاد الحد الأدنى لنور الدين العلوي دراماتولوجيا نور الدين الهمامي وعبد الرؤوف الهداوي. في هذه المسرحية اسقاطات على واقعنا المعيشي اليوم، وكشف للمستور، وفضح لعديد الممارسات التي تفشت في مجتمعنا خلال السنوات الاخيرة. حيث ينتفي الطّموح وتموت الرّغبة في بلاد الحد الأدنى التي تدور فيها احداث المسرحية، ولا تحصد الذات أكثر من داء يصيح بالرّأس و يفلقها نصفين أو أكثر. في بلاد الحد الأدنى تكثر الطّرق و المنعطفات وخير النّاس من سلك «القصّة العربي». في بلاد الحد الأدنى : لا يهمّ أن تجتهد في إنجاز عملك فأجرك في بلاد «رزق البيليك» مضمون بالجهد الأدنى أمّا سلّم التّرقيات فيقتضي منك ما قد لا تملك إليه سبيلا أو يمنعك عنه تعفّف بالنّفس أو انعدام الكفاية أو الكفاءة أمّا غيرك فقد خبر المسالك وأدواتها فيتخطّاك بوشاية أو قفّة أو قهوة أو كتف مكنوز أو ما تيسّر من الأرداف و الأثداء. في بلاد
الحد الأدنى: كن مستقيما تصفعك الرّياح الأربع. في بلاد الحد الأدنى: يصعدون ظهر المعلّم و يتركونه أرضا فإمّا أن يقبل بمنطق السّوق وسعر السّوق و إمّا أن يسلك الهامش. علي الدّنيوي معلّم ينتهي مجرما لأنّه تشبّث بالعفاف وآمن بالأخلاق ما بقيت فلم يجن أكثر من الشّقيقة التّي زالت –كما جاءت- بغتة إثر طلقة عفويّة تلقّفها صدر شرطيّ بعد ارتطامها بالجدار ذنبه في ذلك هو الاقتراب المفرط من المظنون فيه تعاطفا وإعجابا ورهبة وإجلالا.
وفي سياق متصل ببرامج مركز الفنون الدرامية بالكاف، تجدر الاشارة الى ان ادارة المؤسسة، باشراف الاستاذ عماد المديوني، تواصل العمل على انجاز جملة من الانشطة المتنوعة، المسرحية والتثقيفية والترفيهية، خاصة خلال شهر رمضان المعظم.