واحد و عشرون دورة من المهرجان كان التجريب فيها في كل مرة على شكل من أشكال مسرح التجريب وأخرها كان الدورة الفارطة التي احتفت بشكسبير قبل أن تتخلى هذه السنة إدارة المهرجان عن المحور والسبب على حد تعبير المدير الفني ان المحور يضيّق دائرة اختيارات العروض التي ستؤثث فعاليات المهرجان..
ومنذ انطلاق التظاهرة لاحظنا «الغياب التام للفنان أنور الشعافي في هذه الدورة، واكد الشعافي أنه لم تتم دعوته الى المهرجان ولا استشارته في التحضيرات لبرنامج هذه الدورة، مؤكدا انه تعرض إلى عملية إقصاء متعمد على خلفية تصريحاته الإعلامية الاخيرة..
وأشار الفنان انور الشعافي ان له الكثير من الاحترازات على المهرجان في دورته الحالية على عدة مستويات اولا ، تساءل محدثنا «هل يعقل ترك المحور؟» و هل يعقل نزع خصوصية التجريب عن المهرجان وهو الذي ولد مهرجانا مختصا منذ 1992، واعتبر محدثنا ان التخلي عن المحور بتعلة « انحصار الاختيارات» هو «جهل معرفي» . .
كما أبدى الشعافي أستغرابه أيضا من برمجة عروض على هامش العروض الرئيسية للمهرجان لا علاقة لها لا بالمسرح و لا بالتجريب موضحا ذلك بالقول أنه من غير المنطقي أن تقع برمجة عروض للراب رغم أنه ليس ضد هذا الفن ولكن للتجريب حرمته ووجب الوقوف عندها، منوها باستغرابه من برمجة «الكرنفال المدرسي» وهو نشاط تلمذي هاوي في مهرجان عريق و مختص بالتجريب، أضف إلى ذلك برمجة عرض فلكلوري من التراث و هو ما يتعارض تماما مع خصوصية المهرجان لأن التجريب و التراث خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا والتجريب لا يمكن ان يكون في مصاف التراث على حد تعبير الفنان أنور الشعافي.
وللإشارة فإن الفنان أنور الشعافي لازال ينتظر تحرك السلط الوطنية لفائدة ملفه الصحي حتى يكمل علاجه بدولة أوروبية، هو الفنان الذي قضى سنوات عمره في الإبداع فمن غير المعقول أن يبقى ملفه الصحي مهملا في مقر مندوبية الثقافة بمدنين وبعد مراسلات عديدة يصل إلى الوزارة مع العلم ان الوزيرة السابقة سبق أن وعدت بالتدخل لعلاج أنور الشعافي؟ فهل سيتم التسريع في اجراءات سفر انور الشعافي ليكمل العلاج ويعود إلى ابداعه، إذ مازال الكثير من المشاريع التي يعمل عليها أنور الشعافي بحاجة إلى لمساته الفنية وهو الفنان الذي لا يهدأ ولا يهادن.