هي أعمال فنية تتجاوز فن الخط لتغامر في الفضاء الرحب واللامتناهي للرموز والخطوط المزاجية والأشكال الهندسية المتنوعة في مقاربة للفنان لعله يروم من خلالها التعبير بطريقته الخاصة عن ثراء الإرث الجمالي العربي والمعمار التونسي الأصيل ويؤكد الرسام أن أعماله تقوم على ثلاثية الشكل واللون والحرف والواقع...
إن لوحات هذا الرسام ذات التجليات الحروفية تذهب ابعد من ذلك لتحتفي بالحرف العربي وبالجذور وبمنابع الكلمة انه رسام يخرج عن تصنيفات التشخيص والتجريد.ويقول عن نفسه «قررت التفرغ لفني والعيش حصرا من الرسم وللرسم وهو قرار شجاع جعلني أقوم بالتزام حقيقي تجاه فني وأضاف: «ووفاء لذكرى جدي الذي كان يحذق التصوير ولطفولتي في القلعة الكبرى ـ مسقط رأسي ... لذا ينبغي على المتلقّي التمعّن وتفحّص وهج الألوان وامتداد الحرف العربي...ثمّ السفر أبعد من الحلم لإقتناص الأمل....وبهجة تونس الجميلة ، لعمري أجازف بشاعريتي.. حين أجيز لنفسي الأمّارة بالعشق أن أصف المعنى قبل المبنى وأتفقّد الأشياء والتفاصيل المهملة. مشرّعا حلم سلفنا الصّالح ينجلي أقرب إلى خلاص من ايقاعات العصر الصّاخب والمتقلّب نافيا ما اقترفته أيادي الحداثة لتطمس به جدارة السابقين والأوفياء اللاحقين بجذوة وحرارة الماضي التليد..لتنبجس أنامل الفنّان : محمّد الزواري من ركام الرّماد وتعيد الرّوح في الدّيك الذبيح ويفرز بمقدرته العجيبة الخصوصيّات المنسيّة ويؤسّس للهويّة المضطهدة....
ياسر براهم