وتميز يومه الثالث السبت 22 افريل بانطلاق اشغال الورشات بعدد من الفضاءات وتاطير اساتذة مختصين.
لكن ماذا عن عرض «حديث الجبال» الذي استمتع به الجمهور المتابع ليلة أمس الأول هو نصّ للمسرحي الطاهر رضواني ،تمثيل دليلة مفتاحي ولسعد حمدة ومحمد السعيدي وحسن بن ربح وإيمان ممّاش، إخراج الهادي عباس وسينوغرافيا عبد الواحد المبروك.. وهي مسرحية باللغة الدارجة ؟
«المغرب» اختارت أن تعطي الكلمة لضيوف تونس وليقدموا رايهم في المسرحية وموضوعها.
عرض تابعه كضيف شرف الاديب المغربي اسماعيل هموني الذي استضافته جمعية تونس السلام مكتب قابس وفي قراءته لهذا العمل الفني اكد هموني «أن مسرحية «حديث لجبال» شخصت قضية دالة في الزمن الراهن العربي وبطريقة فيها الجمالي لكن الاجمل هو الموسيقى التصويرية التي جسدت البعد الوجداني الراقي الذي اتم ما نسيته الكلمات ثم الديكور الذي حقق تشخيصا وازنا للفضاء الذي تدور فيه الاحداث فضلا عن التجسيد المبهر للممثلات والممثلين الذي ابان عن حنكة وحكمة في القدرة على المعايشة النفسية والتلقائية في الانخراط داخل الركح».
المسرحية عالجت قضايا اجتماعية تنخر المجتمع التونسي :الفساد الذي احال الكثير من ابناء الوطن الى هوامش وهم القادمون من الهامش حين جعل البطالة نهاية مشوارهم الحياتي والعجز الذي جعل الفرد يحال على الفراغ والاوهام وردات الفعل المقيتة تدفعه الى اعتناق «الردة» ضد الوطن فعشق القتل والانتقام والدم تحت مسمى الاصلاح او الجهاد ليكون الضحية الاولى والاخيرة ، لأن كماشة الإرهاب ستلتقطهم وتوظفهم حطبا لها فيموت الحب الذي جمع «زهرة» و»ضو» وينتحر في اغرب مشاهدة لان الإرهاب يأتي على الأخضر واليابس.. الحب والوطن، الخوف، الوفاء ،التحول، القتل ضد القتل.. سمات جعلت النص المسرحي رائعا لكن حضور بعض المباشرتية والنهاية التي جعلت صورة المرأة التونسية غير مقبولة اذ ظهرت وكانها فخ في سبيل الوطن أي برزت في شكل المخادعة التي تبدي الحب من اجل ان تقتل «العريس» المفترض..النص تجمل كثيرا وحقق تفاعلا وازنا مع جمهور القاعة ولا انسى ضحكات هستيرية لطفل صغير كان بجانبي... ضحكات دلت على نجاح المسرحية بكل ما لها وعليها.
«المغرب» توجهت بالسؤال إلى الأستاذة المغربية امال اليملاحي فبينت في البداية تناغمها فيما ذهب اليه اﻻستاذ هموني في رؤيته حول جمالية النص عموما في تقاطع الموسيقى والمقاطع الغنائية التي تتماهى مع الديكور لكن يبقى أن «حديث لجبال» رصد معاناة المراة مع الواقع المعيش في الجبل مع مساهمتها الفعالة في توفير كل اﻻمكانيات ﻻبنتها زهرة ومواصلة دراستها آملة في تحسين ظروف عيشها من خلال الحصول على شهادة تؤهلها للعمل لضمان عيش كريم.
وأشارت محدثتنا ان المسرحية تطرقت الى التغييرات الكبرى الحاصلة بعد الثورة في اختﻻل التوازن اﻻجتماعي بين فئات المجتمع داخل البيئة الواحدة وانقلاب موازين القوى المعرفية .. كذلك اأبراز دور الجيش في حماية الوطن والذي لم يخل من الجانب اﻻنساني لكن يبقى ان المسرحية سقطت في كثير من المباشراتية وبررت بعض دوافع اﻻرهاب فضلا عن ضعف معالجة هده الظاهرة واﻻفة حيث حولت المراة «زهرة» قاتلة وان دافعت على الوطن ..زهرة رمز الوطن والحب كما اظهرت ثغرات بدائية في تصدي العسكريين ومقاومة اﻻرهاب ..وهذا كان مغايرا في بداية العمل المسرحي خاصة مع اﻻم (دليلة المفتاحي) في حديثها مع الجبل حيث برز شموخ المراة وقوتها ..الجبل هو رمز العزة والكرامة والشموخ وقد تحول الى حاضن للغربات كدلك قولها «وقت الّلي تعرف قيمة المراة نزوجك، «تو عرفتوا الجبل ردا على العسكري..»... «حديث لجبال» عمل مسرحي متكامل عموما وان صاحبته بعض الهنات في الرؤى والمعالجة..