وسط اجواء جد احتفالية سبقت حفل التوقيع حيث كرّمت جمعية الفروسية بالزارات المحتفى بها لتنطلق التظاهرة بمتابعة استثنائية لم نتعود على حضوره في مثل هذه المناسبات جهويا وحتى وطنيا حيث غصت القاعة بالجمهور بالإضافة لحضور عديد الوجوه الثقافية بولاية قابس في مقدمتهم المندوب الجهوي للشؤون الثقافية الاستاذ محمد الدغسني.. نورة الأحولي شابة في الـ24 من العمر اصيلة منطقة ساحرة بين الواحة والبحرهي بلدة الزارات ، اما كتابها «زخات مطر» (نثر) فهو باكورة اعمالها الادبية صدر مؤخرا عن مطبعة نور وهو من الحجم المتوسط، و يضم قرابة الاربعين نصا.. تضمن هذا الحفل جلسة تراسها الشاعر حسين الزغباني وشملت عددا من المداخلات حيث قدم د. عبد الملك بومنجل ورقة عنونها بـ «تنازع الشعر والنثر في مجموعة زخات مطر» تناولت مسالتين باعتباره مقدما للكتاب ومحتوى الكتاب فبالنسبة للتقديم اعتبره مسؤولية ثقيلة وامانة ..»نثر جميل خير من شعر عليل» وهو عنوان تقديمه للمجموعة النثرية «زخات مطر» الذي أراده تشجيعا لها على صدقها وموهبتها، ورسالة لمن يستسهلون ادعاء الشعرية في ما لا شعر فيه وإن أولى فضائل نصوص «زخّات مطر» هي أن صاحبتها لم تشأ أن تسميَها شعرا، ولا شعرا نثريا، ولا قصائدَ نثر، بل قدمتها كما ينبغي لها أن تُقدّم، على أنها نصوص وخواطر، مع أن حظَّها من روح الشعر في نسجها ولغتها وإيقاعها حظٌّ معتبَر، يقرّبها من الشعر..
تقف هذه «الزخات» وسطا بين الشعر والنثر
الصدق والعفوية هما سِمةُ هذه النصوصِ الزخاتِ وسَمتُها ومجراها، لقد وُفِّقت صاحبتُها في تسميتها «زخات مطر»: زخاتٌ متفرقة رقيقة متناغمة من المشاعر والخواطر.. زخاتٌ مصدرُها القلب حين يتألم ويحزن، وحين يتمرد ويتحدى، وحين يحاول أن يفرح ويبتهج، وحين يتعاطف مع جراح المضطهدين وأنّات المستضعفين، وحين يغضب من ظالم ويستاء من حال.. زخاتُ مطر ولكن بلون القلب ممزقا بين الحزن والفرح، وبين الذات والآخر.. زخاتٌ وليست عواصفَ أو رعودا أو وابلا من المطر، لأنها رقيقةٌ خفيفة قصيرة وديعةٌ، فيها .....