طيلة احتجاجات المكناسي وهم يقودون التحركات الاحتجاجية بالفن، لم يضربوا او يكسّروا بل كلماتهم كانت اشد وطأة من وقع الحجارة على الزجاج، ففنهم كان سلاحهم لايصال اصواتهم الحرة والمناداة بحقهم في الحياة.
أولاد «باتريا باند» المجموعة الموسيقية المكونة من ثلة من مبدعي المكناسي الحالمين... أولئك الذين غنوا أمام مراكز الشرطة وفي السكة الحديدية والطرقات والمقاهي، شباب اغلبهم ينتمي لجمعية فن المكناسي اختاروا الفن أداتهم للنضال، معاذ قمودي وبهاء قمودي وامين قمودي و حمزة المشي و عبد الحليم حمدي و وجيه فيتوري وغيرهم من شباب المكناسي امتع الجمهور الذي واكب عرضهم في البلكون في المدينة العتيقة، من علياء سمائهم غنوا للحرية وخاطبوا الجماهير كما يخاطب امبراطور رعاياه، غنوا ورؤوسهم شامخة شعارهم «هز راسك لفوق وأمشي مشي العز، بافكار فريدة هز الحلمة للواقع هز، هز رأسك الفوق راك تونسي».
في البلكون ابدعوا وأمتعوا جمهور صفاقس، في البلكون غنوا لأهلهم في المكناسي، غنوا للحياة، للحرية وصدحت حناجرهم هاتفة للأمل لإرادة الحياة القوية المتدفقة في شرايينهم، اكبرهم لم يتجاوز الثالثة والعشرين ربيعا ولكنهم مسكونون بالحرية وكأنهم رضعوا صوت الحق منذ النعومة، ابناء “باتريا باند” او “فن المكناسي” ومسميات عديدة لاسم وحيد هي المكناسي مدينة المقاومة والفن، شباب امن بالفن ويحاول ان يناضل لافتكاك حقوق مدينته المهمشة، ساروا في درب الموسيقى وشعارهم:
تُنسى لتَكُن أَثراً غنائياً...وحدسا
فأشهد أنني حيُّ وحُرُّ
حين أُنْسَى!