جمهور تفاعل كثيرا مع لوحات حيّة نهلت من الحياة الصحراوية والموروث الشعبي جسدت : المرحول و القافلة و الدولاب و الصّيد بالسلوقي و سباقات متنوعة للخيول والمهاري ،العرس التقليدي والألعاب الشعبية..
بيض الزمايل وبعض التعديلات
العرض الملحمي «بيض الزمايل» من تأثيث فرقة بلدية دوز للتمثيل و نص الاستاذ يونس بن عمر بمشاركة الشعراء الراحل علي لسود وابنه ايوب لسود ومن اخراج المسرحي منصور الصغير وموسيقى د. رضا بن منصور، فشهد مقارنة بالعرض الاول في يوم افتتاح التظاهرة تعديلا خاصة في مستوى النص وتأثيث الساحة وهذا يحسب للمشرفين عليه الذي قاموا بعديد الجلسات التقييمية ..
حيث رافق مختلف لوحات عرض الاختتام التعليق شعرا للشاعر المبدع توفيق الصغير مما اثرى النص وزال البطء وبعض الفراغات ،كما قرّب للمتلقي محتوى اللوحات وترابطها لتشكل لوحة فنية متكاملة
اما عن الانتشار وتأثيث الساحة فكان مغايرا وعمليا مما فسح لإمكانيات اكبر للفرجة وجمالية الصورة لينسجم النص الابداعي للملحمة والموسيقى التي ارتقت الى مستوى كبير من الابداع واكد عمق بحث د. رضا بن منصور في الموروث الفني والشعبي بدوز ومميزاته ..عمل انطلق بتسجيل الاغاني البدوية في مختلف المناسبات اي العمل على الاصوات كذلك تسجيل الاجراس الموسيقية التي تحدثها الآلات الموسيقية خاصة المزمار والطبل والقصبة ثم السعي إلى ملاءمة الاجزاء المنتقاة مع خصوصية العمل الفرجوي «بيض الزمايل» ولوحاته المختلفة التي تجسد انماطا متعددة لحياة البادية والموروث الشعبي لأهل الصحراء..هذا واكد الفنان المسرحي مكرم السنهوري الذي كان عنصرا فاعلا في تنشيط ساحة حنيش صحبة الشاعرين بلقاسم عبد اللطيف و توفيق الصغير ، انه يتوجب استرجاع ثقة
القطاعات (الجمالة/ الخيالة..) باعتبار أن كل نجاح يتوقف على الحضور الفاعل لهذه القطاعات ،كما ثمن السنهوري التفاف الجميع لإنجاح مختلف فعاليات هذه الدورة...
تواصلت في صباح اليوم الختامي الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة التي حولت المدينة الى ساحة فنية ابداعية كبرى ، حيث تجدد الموعد مع تنشيط الفرق الشعبية التونسية والعربية لشوارع المدينة وخاصة بساحة السوق واقامة مسابقة أجمل سلوقي ،عروض ألعاب الشارع ،عرض فيلم ‹›رحلة الدرّاج الصغير»، عرض الحكواتي بلقاسم بلحاج علي بدار المسرح بدوز،اختتام الملتقى الوطني حول»التواصل مع الصمّ» بالشراكة مع الجمعية الوطنية للصم، اختتام المعارض الثقافيّة المختلفة والمتنوّعة من تونس والخارج بالمدرسة الكبرى بدوز..
العكاظية الشعرية وجمهورها تاج المهرجان تنظيما ومتابعة وابداعا
يبقى الحدث لصباح اليوم الختامي فعاليات اليوم الاخير من العكاظية الشعرية بدار الثقافة محمد المرزوقي التي غصت بمحبي الشعر الشعبي.. عكاظية سجلت حضورا لفطاحلة الشعر الشعبي تونسيا وعربيا وازنا سواء من المشاركين في المسابقة أوالشعراء الضيوف في مقدمتهم الشاعر الليبي الكبير معاوية الصويعي ..الكل كان ينتظر من سيتوج في المسابقة لكن الفائز الأول في عكاظية دوز هو هذا الجمهور الرهيب الذي يعشق الشعر حدَّ التقديس ،كما اكد رئيس لجنة التحكيم الاستاذ الباحث في الادب الشعبي بلقاسم بن جابر الذي تلا تقرير اللجنة الذي جاء فيه خاصة ان هذه الاخيرة توصي بتعديل المواضيع وإلزام الشاعر بقصيدة رئيسية وقصيدة اختيارية اخرى ،تأسيس يوم للشعر الغنائي ويوم مفتوح للشعر النبطي و تسمية الشاعر الفائز بالمرتبة الاولى بشاعر الصحراء ، تشجيع الشعراء الشبان بتخصيص مسابقة خاصة بهم مع تثيمن تكريم رؤساء الدورات السابقة وتدعو الى تكريم الشعراء القدامى ، وعقد ندوات وملتقيات تهتم بتجويد نص الشعر الشعبي ودراسة اوزانه ومضامينه مع وجوب رد الاعتبار لمنزلة الشعر الشعبي تدريسا وتكوينا بإحياء اتحاد الشعراء الشعبيين ومصلحة الادب الشعبي بالوزارة والمجلة المختصة في الشعر الشعبي ، اصدار النصوص المتوجة ..
أما عن نتائج المسابقة وبعد تكريم المشاركين وضيوف الدورة، فقد تحصل على الجائزة الاولى مناصفة الشاعر البشير عبدالعظيم والشاعر المنصف بنخالد في حين آلت الجائزة الثالثة للشاعر الناصر عون و الجائزة الرابعة الشاعر الطاهر نبيخة ،كما تحصل على جائزة لجنة التحكيم الشاعر الاردني صهيب ابن معايطة..
كل الفضاءات لخدمة الثقافة
اقيمت السهرات الفنية في هذه الدورة بفضاء سوق الصناعات التقليدية وشهدت حضورا كبيرا للجمهور خاصة سهرة الفنان الليبي عصام العبيردي واغاني غاصت في لون يعشقه المرازيق وروائع المرسكـاوي ..جمهور تجاوب مع جل الاغاني حدّ التخمر، كما حظيت كالعادة سهرة «السامور» المخصصة للغناء البدوي والمناظرات الشعرية في احياء للعرس التقليدي والتي اقيمت بالمنتزه البلدي ليلة الاحد 15 جانفي ، بمتابعة لافتة رغم برودة الطقس التي تجاوزتها الابداعات والدفء الذي بثه الشعراء والمغنون في جل لوحاتهم ، علما وان السهرة الفنية الختامية التي كان سيحييها اكرم ماق تم الغاؤها.. اليوم وقد اسدل الستار عن فعاليات الدورة 49 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز لعل من اهم الملاحظات ان هذه الدورة شكلت عديد النجاحات واستطاعت هيئة المهرجان ان توجد دعما من جل المهتمين
والفاعلين الثقافيين بالجهة والتفافهم حول اكبر تظاهرة تهتم بثقافة الصحراء في العالم ، كذلك المتابعة الجماهيرية المكثفة لجل الفقرات وسط تنظيم في مجمله طيبا ،اما الاحتفال بمائوية الاديب محمد المرزوقي التي اقيمت يومي 11 و12 جانفي 2016 ، ورغم عديد الاكراهات قبل قيامها إلا انها كانت الحدث خاصة في مستوى عمق المداخلات والتوصيات ، في حين شكلت العكاظية الشعرية وجمهورها تاج المهرجان تنظيما ومتابعة وابداعا وبالنسبة لساحة العروض «حنيش « فكانت الفضاء الشاسع الجامع لكل فنون وابداع..لكن يبقى الاهم العمل ومن اختتام هذه الدورة على تقييم موضوعي لهذه الدورة ونحت تصورات لمستقبل المهرجان والثقافة بجهة دوز ونفزاوة ..