من خلال تنظيم جملة من التظاهرات، على غرار ملتقى شباب السينما بقفصة، الذي يدرك هذه السنة دورته السابعة من 20 إلى 23 ديسمبر بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وبتنظيم من نادي قفصة للسينما، بالتعاون مع الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة والمركز الثقافي علي جيدة الذي يحتضن مختلف الفعاليات نظرا لاهمية فضاءاته ومكوناته، وموقعه وما يتوفر به من تجهيزات عصرية لا سيما قاعة العروض السينمائية، واحتضانه وانجاحه لعديد التظاهرات الاخرى.
زهرة حلب: جريمة تسفير الشباب الى سوريا...
وقد خصصت السهرة الاولى وفي اطار اليوم الاول لملتقى شباب السينما بقفصة، بعرض شريط زهرة حلب، للمخرج رضا الباهي، بطولة هند صبري، التي شاركت ايضا في الانتاج من خلال شركتها «سلام برود» وهشام رستم وفاطمة ناصر والشاب باديس الباهي، من تونس، ومن سوريا باسم لطفي، ومحمد آل راشد وجهاد زغبي، وهذا الفيلم الذي تم تصويره بين تونس ولبنان يتطرق الى قضية على غاية من الاهمية والخطورة، وهي اليوم محل جدال واسع بين مختلف اطيافه في مجتمعنا، الا وهي ظاهرة تسفير الشباب بجنسيه للقتال في سوريا.
والتي اوشكت فصولها المأساوية اليوم على النهاية في انتظار السيناريو المناسب لها. والفيلم يتعرض الى هذه الظاهرة من منظور انساني، بعيدا عن السياسة وتقلباتها لانعكاساتها وتأثيراتها السلبية على العائلات وعلى المجتمع ككل، وملخص الحكاية أن الشاب مراد «باديس الباهي» الذي كان يعيش حياة طبيعية، ويعشق الموسيقى كامثاله من ابناء جيله، يتعرض الى ازمة نفسية بسبب طلاق والديه، فينساق والده السكير نحو عالمه الخاص، في حين تظل امه «هند صبري» والتي تشتغل ممرضة تصارع الحياة بمفردها، وامام هذا الوضع ينساق الابن خلف الفكر المتطرف، ويتعرض الى عملية «غسل دماغ» من قبل جماعة ارهابية، لينضم اثر ذلك الى جبهة فتح الشام، او ما يعرف بجبهة النصرة سابقا بسوريا، فتقرر الام السفر لاسترجاع ابنها الا انها تقع في كمين لتنظيم الدولة الارهابي، فتتعرض للاغتصاب من طرف منتسبين للتنظيم، معتقدين انها تابعة لجبهة فتح الشام، وهي ليست المرأة الوحيدة التي تتعرض إلى الاعتداء، فمن شرّعوا لجهاد النكاح، تسببوا في ضياع وتدمير عشرات الفتيات اللاتي تم التغرير بهن، لتطفو على السطح بعد ذلك مسالة الوضعية القانونية، لاطفال جهاد
النكاح، وهو ما نبهت اليه وزارة الداخلية حين تحدثت على هذا النوع من الجهاد، واعلنت ان فتيات سافرن من تونس الى سوريا، لممارسة جهاد النكاح، وعدنا اثر ذلك الى ارض الوطن حوامل من اجانب يقاتلون ضدّ جيش النظام السوري، ولم تحدد عددهن... وتنتهي قصة الفيلم بموت الام بعد ارسال جبهة النصرة عددا من قناصيها لاستعادتها، وكانت المفاجأة أن مراد، هو أحد هؤلاء القناصة، من جهة اخرى صور الفيلم مدى فضاعة الدمار الذي لحق بحلب سوريا نتيجة الصراعات، وسيطرت الفصائل الاجرامية، على المنطقة.
فيلم كول التراب، في سهرة الليلة
سيتجدد موعد احباء سابع الفنون، هذه الليلة ايضا مع عرض شريط كول التراب للمخرج نضال شطا، هذا الفيلم الذي صدر منذ سنة 2000 ولم ير النور الا هذه السنة اي بعد 16 سنة، ولم يتم عرضه الا مرة واحدة وكان ذلك في اطار ايام قرطاج السينمائية ان ذاك، ويطرح الفيلم قضية اجتماعية يواجهها الشباب بمختلف فئاته، من خلال ما يخالجه من تساؤلات عن كينونتهم، وهي اسئلة لا تنتهي مهما تغيرت الظروف ومهما تطور العالم مما يجعل الفيلم مرآة لكل من سيشاهده لانه سيجد نفسه فيه، وهو اول فيلم للطفي العبدلي الذي يقوم بدور الشاب «حكيم» الا انه لا يملك من الحكمة شيئا، متمردا على الظروف وعلى نفسه. ويجسد فتحي الهداوي، دور «عيسى» الاخ الاكبر لحكيم وهو يمثل السلطة والتسلط، في غياب ابويه اللذين لم ير لهما اثر في الفيلم. اما محمد علي بن جمعة فيمثل دور «الرزقي» صديق «حكيم» الوفي يتحمل تقلباته ونوباته، ويمثل صوت الحكمة في الفيلم.
وتتضمن السهرة الختامية، عرض فيلم «زينب لا تحب الثلج»، للمخرجة كوثر بن هنية التي اخرجت عديد الافلام من بينها «الائمة يذهبون الى المدرسة» و»يد اللوح»، و»شلاط تونس»، وهذا الفيلم قد تحصل على جائزة التانيت الذهبي في الدورة 27 لايام قرطاج السينمائية.
والى جانب العروض السينمائية، التي تعد من النقاط الايجابية للدورة السابعة لملتقى شباب السينما بقفصة يتضمن البرنامج ايضا جملة من الانشطة الاخرى، منها الافلام القصيرة لنوادي الجامعة التونسية للسينمائين الهواة، والورشات، والعروض المختلفة.