وتجديد الثقة في امين المال أنور الشابي، وتسمية هيئة مديرة جديدة متعددة العناصر، تضم بالخصوص ممثلين عن المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية والسياحة والشباب والرياضة والصناعات التقليدية، وعن اتحاد الصناعة والتجارة وعمادة المحامين واتحاد الفلاحين والاتحاد الجهوي للشغل، ولبعض مكونات المجتمع المدني.
وحسب الاستعدادات الاولية، فمن المنتظر أن يكون المنطلق لهذه الدورة، التركيز على التراث الثقافي والحضاري لجهة الجريد كعنصر أساسي لاعداد برنامج النسخة 38 التي سيكون موعدها من 17 إلى 20 جانفي القادم، بمناسبة العطلة المدرسية، حيث تتجه النية الى اعادة العرض الفرجوي واعتماده كتظاهرة أساسية للمهرجان، إلى جانب السهرات الموسيقية، ومعرض الصناعات التقليدية، وتنشيط المدينة طيلة ايام المهرجان، والندوات العلمية. وبالتوازي مع هذه الاستعدادات طفت على السطح عديد التساؤلات القديمة الجديدة، عن مدى قدرة المهرجان على انفتاحه على بقية مدن الجريد، التي ظلت طيلة المواسم الفارطة محرومة من احتضان بعض الفعاليات، لاسيما العروض الموسيقية والتنشيطية، وعروض الأطفال،
وتحديد المسؤوليات، حسب اختصاصات كل طرف وعدم التكالب على المسؤولية، فالسفينة وكما يعلم الجميع «اذا كثر رياسها غرقت» على رأي مثلنا الشعبي، حيث يصبح التوافق في هذا السياق بين الجميع مطلبا ضروريا، وملحا، لاسيما بعد ان راجت بعض الاخبارالتي تؤكد كلامنا، وهذا لعمري لا يخدم مصلحة المهرجان بالمرة وانما يضر، ولا ينفع، اضف إلى ذلك عامل التوقيت حيث لم يعد يفصل دورة المهرجان عن موعدها، سوى شهر وبضعة ايام... وجب استغلالها على افضل وجه، والنأي بهذه التظاهرة الثقافية الدولية الكبرى، عن كل التجاذبات والحسابات الضيقة، وما على الادارات الرسمية بالخصوص، والتابعة للوزارات الممولة والمانحة للمهرجان، إلا القيام بدورها، من حيث المشاركة في اعداد البرنامج، والاحاطة والتوجيه، وتوفير ظروف العمل الملائمة للمجموعة من أجل الاسراع في اعداد البرنامج العام، الذي نتمنى ان يرى النور باكرا على عكس الدورات السابقة، حيث يتم الاعلان عنه قبل انطلاق المهرجان بمدة قصيرة.
معانقة العالمية انطلاقا من المحلي.
من جهة اخرى تجدر الاشارة الى اهمية الاعتماد في اعداد برنامج الدورة على العروض التراثية والفولكلورية، التي تتميز بها جهة الجريد، وايضا الرصيد الفني الشعبي والبدوي، فالشاب خالد على سبيل الذكر، عانق العالمية انطلاقا من الفولكلور، وموسيقى الراي الجزائرية، والمهرجان الدولي للواحات ايضا بامكانه بلوغ العالمية ايضا انطلاقا من مخزون الجهة الفني والتراثي والثقافي، فلا يذهب في اعتقاد البعض أن برمجة العروض الموسيقية الغربية والشرقية بامكانها ان ترفع من قيمة المهرجان، الذي يعد نافذة على حضارة وتاريخ الجريد، وبالتالي فان الزائر لهذه المناطق سواء من داخل تونس أو خارجها، يرغب في التعرف على خصوصيات الجهة التي عرفت منذ القدم، بثراء مخزونها الثقافي والفكري والادبي بدرجة أولى، وهو ما اهملته الهيئات المتعاقبة على ادارة المهرجان التي كان بامكانها انجاز اعمال فرجوية وفنية على غرار بعض المهرجانات الدولية الاخرى، تساهم في تسويق تراث الجهة وفنونها وعاداتها وتقاليدها، وايضا ترويج
هذه العروض في مهرجانات ومناسبات اخرى، وبالتالي توفير مداخيل اضافية للمهرجان، كما أن مثل هذه العروض يكون موعدها عادة خلال الفترة المسائية، أثناء ايام المهرجان، مما يجعل الحضور الجماهيري مضمونا لمتساكني الجهة وايضا الوافدين عليها من داخل مدن الجمهورية وخارجها، غير أن العروض الليلية خلال هذه الدورة، ستكون أقل أهمية من حيث الحضور الجماهيري، لعدة اعتبارات، أولها افتقار الجهة إلى قاعات وفضاءات كبرى ومغطاة للعروض، بامكانها استيعاب أعداد كبيرة من الجماهير، وثانيها برودة الطقس والتقلبات المناخية غير المضمونة، لا سيما والمهرجان سيكون خلال شهر جانفي المعروف بطقسه المتقلب، وهذا ليس اننا ضذ برمجت العروض الموسيقية الكبرى، والتي هي حق شرعي لمتساكني الجهة بالخصوص، ولكن من الضروري الاخذ بعين الاعتبار الاشكاليات المذكورة سابقا وغيرها، ضمانا لنجاح هذه الدورة...