إنها سهرة الطّرب الأصيل ،سهرة امتزجت فيها الاغاني من التراث التونسي والفن الشرقي..إنها عودة الفنانة القديرة نجاة عطية للساحة الفنية بعد غياب دام عدّة سنوات بعرض "سيدتي".
اعتلت الفنانة نجاة عطية ركح متحف سوسة بعد طول انتظار جمهورها المتعطّش لفنّها وصوتها الطّربي، فلقد استطاعت بإبداعها وتاريخها الفني من تكوين شخصية متفردة في عالم الغناء، بصوتها المتدفق وإحساسها القوي وحضورها الفني الطاغي ...
على مدى ساعتين صنعت حالة من سعادة لدى الجمهور الذي تفاعل معها بشكل كبير تصفيقا وغناء وتمايلا من خلال باقة من الأغاني الطربية والتراثية : (خليني بجنبك. اخاف عليك، ودارت الايام لام كلثوم، ويا لالا وغيرها...) . هي أغان تتناسب مع سحر وجمال الفضاء الخارجي لمتحف سوسة وبحضور جمهور غفير من مختلف الأجيال ، فكانت الأغاني تدعو للبهجة والتفاؤل وبثت فيهم روح التفاؤل والأمل...
عروض سهرات ليالي متحف سوسة هذه السنة في مجملها تليق بهذا الفضاء المتميز الذي أصبح موعدا سنويا قارا ينتظره الجمهور بفارغ الصبر لتفرّده وتنوّعه، وهذا ما تسعى إليه الوكالة، إذ تهدف هذه التظاهرة أساسا إلى تنشيط وإحياء هذا الفضاء الجميل والأنيق واستثمار مكوّنات المتحف الأثري بسوسة باعتباره مركز إشعاع حضاري وثقافي، يمكن من خلالها خلق حركيّة فنيّة وعلميّة واقتصادية تمتدّ على مدار السنة بما من شأنه أن يثمّن رصيدنا الحضاري والتّرويج لها.
يذكر ان نشاط المتحف الأثري بسوسة يتواصل على مدار السنة فهو منارة حضارية ووجهة سياحية مستمدا أهميته من محتوياته النفيسة ومن موضعه بين أسوار القصبة ذلك المعلم التاريخي الشامخ (يعود بناؤه إلى منتصف القرن التاسع ميلادي خلال بدايات العهد الإسلامي بالبلاد التونسية) بمنارته المطلة على المدينة العتيقة المصنفة بدورها على لائحة التراث العالمي منذ ديسمبر 1988.